يعتقد معظمنا أنه لا مكان للمشاعر فى العمل أو عند اتخاذ القرارات المهمة؛ فنحن نعتقد أن المشاعر تعرقل الوصول إلى النتائج. وهذا الاعتقاد ليس صحيحا ٠فليست المشاعر هى التى تسبب الصعوبات. فى الحقيقة نحن السبب؛ لأننا نتصرف بدون وعى ذاتى .تعتبر مشاعرنا أداة قيمة للغاية فى مكان العمل وفى الحياة. وعندما نختار أن نكون على وعى بمشاعرنا، فإنها تعمل كمؤشر أساسى سواء ما إذا كانت هناك فكرة تخدم أهدافنا أم لا. إن المشاعر والانفعالات ما هى إلا أفكار تظهر فى شكل مادى. وعندما تقوم باستدعاء ذكرى معينة، فغالبا ما تلاحظ أنك قد بدأت تمر بالمشاعر والانفعالات المرتبطة بتلك الذكرى، فإذا كنت غاضبا حينذاك فسوف تلاحظ أن فتحتى أنفك تتضخم وربما تشعر باندفاع الدم إلى وجهك، تماما مثلما حدث عندما مررت بالتجربة الأولى. وحينما نبدأ ممارسة إدارة التفكير ، فقد لا نكون على وعى تام بكل أنماط أفكارنا، وقد لا نعرف بشكل عقلى ما إذا كانت أى فكرة قوية حقا بالنسبة لنا أم لا، ولكن يمكننا فى الغالب أن نخرج أفكارنا إلى النور حيث يمكننا رؤيتها بوضوح من خلال وعينا بمشاعرنا، وأيضا يمكننا أن نكتشف قوة أفكارنا الحقيقية من خلال وعينا بمشاعرنا. وتجسد مشاعرنا العلاقة بين العقل والروح. وإذا كان هناك صراع بين أفكارك ومشاعرك، فإن مشاعرك هى التى تخبرك بالحقيقة. إن المشاعر هى التى تخبرك بالحقيقة فى تلك اللحظة. وإذا كنت لا تشعر بصحة ما تفكر به، استخدم مشاعرك كمؤشر رئيسى لكى يساعدك على أن تخطو خطوات أكثر تقدما نحو الوعى الذاتى ولكى  تحدد ما  إذا كانت أفكارك تخدم هدفك حقا أم لا. وستجدنى أطلب منك على مدار الكتاب أن تراقب شعورك أثناء تفكيرك بفكرة أو بأخرى. وأطلب منك أن تكون أفكارك بصوت مرتفع لكى تقوم بإدخالها إلى جسدك حتى تتمكن من الشعور بها. استغرق لحظة لكى تختبر ذلك. أولا: أخرج زفيرا ببطء، ثم خذ نفسا عميقا لكى تهدئ الثرثرة التى تدور رحاها بداخلك، ثم أغمض عينيك وابدأ التفكير فى الفكرة التى تعرف أنها لن تخدم هدفك. على سبيل المثال: إذا كنت تعلم أن أفكار القلق ليست فى صالحك، إذن تخيل أنك فى حالة قلق وابدأ بالتفكير فى أفكار مقلقة. وراقب شعورك أثناء التفكير بهذه الأفكار. ماذا يحدث لرأسك ولرقبتك، ولصدرك ولمعدتك، وللفكين وللفم وللعينين ولوضع الجسم، ولطاقتك ولدقات قلبك ولتنفسك؟ فكر الآن بشىء تشعر نحوه بالامتنان. ما شعورك أثناء تفكيرك بأفكار الامتنان؟ انتبه بشكل خاص لما يحدث لروحك ولإحساسك بقوتك الداخلية. ثم اقرأ الجمل التالية بصوت مرتفع. ولاحظ الفرق فى شعورك أثناء قراءتك لكل جملة . ثانيا، انتبه بشكل خاص لما يحدث لروحك ولإحساسك بقوتك الداخلية. ٠ إننى فى حالة تركيز- إننى أركز.

  • ٠ أختار التركيز.
  • سأختار أن أركز-
  • إننى مضطر لأن أكون أكثر تركيزا.
  • إننى مضطر لأن أركز.
  • ٠ يجب أن أكون أكثر تركيرا -
  • ٠ يجب أن أركز.
  • ٠ ينبغى أن أكون أكثر تركيرا.
  • على أن أركز.

يوجد اختلاف مميز فى قوة أى فكرة. فالأفكار القوية هى التى تحفزنا، وتشعرنا بالطاقة الإبداعية، وتحركنا فى الاتجاه الذى نريده، وتخلق لدينا قوة دافعة. ربما يخبرك عقلك ألا تؤدى هذا التمرين الآن. تذكر أنه فقط يؤدى وظيفته. لقد بحث فى مستودعات ذاكرته ولم ير أنك قد أديت هذا التمرين من قبل. فهو فى حالة كر، أو فر، أو تجمد فى المكان. إنه يقرر أنه عمل خطير ويريدك أن تتجنب الخطر؛ لذلك يجب أن تشكره لأجل اهتمامه. وربما يمكنك أن تخبره بأن أداء هذا التمرين شىء آمن ويجب أن تدونه، وأنه تمرين شائق، ومن المفيد أن تلاحظ هذه الاختلافات. ربما تجعلك الأفكار الموجودة بالعمود النقدى والإجبارى بالجدول التالى تقطب حاجبيك وتجعل جسدك فى وضع مشدود. وربما تصبح أنفاسك قصيرة، ودقات قلبك سريعة. لا تحدث هذه الأفكار حالة من الطمأنينة وليست محفزة وذلك لأنها أفكار تتعلق بإصدار الأحكام، والنقد والإجبار. وتتحرك هذه الأفكار بعيدا عما تريده أنت؛ لأنها تعرقل قدرتك على اكتساب المستويات العليا من الوعى وعلى استقبال أفكار عن كيفية تحقيق ما ترغب به. انطق كل جملة بصوت مرتفع وراقب ما يحدث. ولا تعتبر الأفكار الموجودة فى زمن خلاف الزمن المضارع أفكارا قوية لأنها ليست فى اللحظة الحالية. فالأفكار فى زمن المستقبل، وكما ذكرنا فى الفصل الأول فليس هناك ما يعرف بالمستقبل، يعتبر المستقبل وهما، أما القوة الحقيقية فتنبعث من وجودك فى الحاضر، اللحظة الحالية . اقرأ كل حملة بصوت مرتفع ولاحظ الفرق. تعد الأفكار القوية فعالة لأنها تساعدنا على إحداث حالة من المرح، والامتنان، والتبصر، والتصميم، والتساؤل، والإمكانية. فهى تفتح لك نافذة لتطل على المستويات العليا للوعى، وتسمح بدخول أفكار تتعلق بحالتنا فى اللحظات الحالية. اقرأ هذه الجمل بصوت مرتفع ولاحظ الاختلاف فى كيفية شعورك مقارنا إياها بأفكار الإجبار وأفكار المستقبل. هل لاحظت أن عبارة إننى أختار قد تم إدراجها فى عمود الأفكار القوية، وتم تصنيف عبارة سأ ختار أن على أنها عبارة ضعيفة ؟ تعتبر العبارات التالية: أنا أختار، وما زلت أختار ، عبارات قوية لأنها فى اللحظة الحالية وكذلك متطابقة مع ما هو حقيقى بالنسبة لك. وتعتبر عبارة سأختار أن عبارة غير قوية لأنها تقع فى المستقبل. أغمض عينيك وكرر العبارتين بصوت مرتفع. ولاحظ الفرق. عندما تجد نفسك شاكا فى قدرتك على فعل شىء ما أو مقتنعا بعدم قدرتك على تحقيق ما تريد، أو عندما تنتقد نفسك لعدم قدرتك على تحقيق ما رغبت به فى الماضى، فإن عبارة إننى أختار، أو إننى الآن قد تبدو أكثر قوة من عبارة سأحاول . وعندما لا يكون لديك أدنى فكرة عن كيفية تركيز اهتمامك، فربما تشعر أنك أكثر قوة. إنه شعور قوى لأنك بذلك تحفز طاقتك الإبداعية للتفكير بأفكار التساؤل. على سبيل المثال: أتساءل عما يمكننى أن أركز اهتمامى عليه فى هذه اللحظة. أعد قراءة الأفكار الموجودة فى عمود الأفكار القوية فى الجدول. أى من هذه الأفكار تجلب لك أكبر إحساس بالقوة الداخلية؟ لو كنت ستختار شيئا واحدا فقط من هذا الكتاب لتستخدمه، فليكن تلك الخطوة نحو الوعى الذاتى. راقب شعور جسدك وروحك أثناء تفكيرك بفكرة معينة أو أثناء قراءتك لها بصوت مرتفع. (وبالنسبة لمن هو فى العمل، راقب شعورك عندما تدلى ببيانات مهمتك أو عندما تقرأ البريد الإلكترونى الخاص بك، أو عندما تقرأ تقريرا، أو أية ارتباطات أخرى مع عملائك، ومع الموردين، والموظفين) ، هل تشعر بالحافز؟ وهل هذا يشعرك بالطمأنينة؟ هل تشعر بالصدق مع الذات؟ هل تشعر أنه بإمكانك أن تحدث اختلافا؟ هل تشعر بالتعجب؟ إن لم يكن الأمر كذلك، فهناك طريقة أخرى للتفكير بالفكرة التى تخدم هدفك. سوف تجد نفسك فى الوقت المناسب تطرد الأفكار السلبية المعوقة لقواك، وسوف تلاحظ أن أفكارك تتماشى مع ما هو مهم بالنسبة لك، كما ستجد أنها تعمل لصالحك وليست ضدك. وسوف تشعر بالهدوء والطمأنينة. وسيلاحظ الآخرون أنك قد أحدثت تغييرا بداخلك