إن مجال الطاقة الكونية الواسع الانتشار المسمى بالوعي يتكون هو ذو قوة وأبعاد لا نهائية ما وراء الزمن ومركب بصور غير خطية. إنه «نور العالم» الذي ينبعث من الخفاء إلى الوضوح ومن احتماليته غير الخطية اللامتناهية إلى تعابيره الخطية كالكشف عن الخلق (النطاق المادي الملموس والمحدود).

قوة المجال اللامتناهي للوعي واحتمالاتها غير المحدودة تبرز على شكل مادة، وفيما بعد فإن الملاءمة ما بين النور الإلهي كمجال للوعي في لقائه مع المادة يقود إلى ظهور نوعية فريدة وطاقة الحياة بحد ذاتها - وعلى الرغم من أن المادة تنطوي على احتمالات كبيرة فإنها تفتقر إلى الصفة الفطرية أو القوة للارتقاء إلى مجال الوجود المسمى بـ «الحياة». بإضافة المادة إلى التطور ينتج بعد «الزمن» ، ومن ثم يمكن التعبير عن إضافة المادة إلى الزمن بالـ «فضاء»، ونتيجة لأن الزمن والفضاء والمادة يمكن تمييزها عن طريق الذكاء يأتي الجانب الإلهي الذي يعبر عنه بـ «الحياة». وهذه الحياة تنبثق كليا كنتيجة لكون الألوهية قد تم تثبيتها عند مشتوى الوعي 1000وهو المستوى المطلق.

من الممكن التعرف إلى الخلق فقط بمقتضى وجود الوعي الذي هو أصل الوجود ذاته. وهكذا فالوعي بصور غير قابلة للتبسيط هو الحقيقة البديهية التي من خلالها يتم الإحساس بالخطي عن طريق الإدراك الشخصي لغير الخطي ويتطور الوعي بعد ذلك عبر مستويات تدريجية للطاقة يمكن أن يتم تدريجها تبعاً لشدات نسبية، مثلما يتم القيام بذلك باستخدام مقياس الضوء أو أية مقاييس أخرى لأمواج الطاقة، سواء منها ذات المكونات الحركية أو الراديوية أو المغناطيسية من الطبقات الشهيرة التي تدعى باللطيف الكهرومغناطيسي.

في العام 1970 ظهرت العلوم السريرية معتمد؛ على استخدام الطاقة  الحيوية وتفاعلاتها مع المجال غير المحدود من الوعي بحد ذاته، وتمخض ذلك كله في المستويات المعيارية لمخطط الوعي التي أصبحت فيما بعد معروفة في جميع أرجاء العالم جراء عرضها ضمن سلسلة من الكتب بلغات عديدة وضمن محاضرات عديدة في كل من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا.

حيث تم تصنيف المستويات التي تم تخصيصها في طبقات بما يتوافق مع مستوياتها الطاقية المتدرجة عددياً تبعاً لمقياس لوغاريتمي يتدرج من المستوى 1 (الذي يشير إلى وجودها) وصولاً إلى المستوى 1000 الذي يمثل المستوى الأعلى الممكن للطاقة ضمن النطاق البشري، والذي تم إحرازه من قبل بعض الشخصيات عبر التاريخ، والذين تتم الإشارة إليهم بشكل تقليدي بالرسل العظام Great Avatars (وهم مؤسسو الأديان العظيمة في العالم كالسيد المسيح Jesus Christ، وبوذا Buddha، وزرادشت Zoroaster، وكريشنا Krishna)، الذين كانوا متنورين بالوجود الإلهي الذي يستعيض عن العقل البشرى العادي الخطي المحدود بالذات Belt التي تدل على الوجود الإلهي بشكل جوى والتي تتم الإشارة إليها في الأدب الكلاسيكي بالعقل الكوني Universal Mind. ويتم إحلال الذات غير الأنانية محل الذات الأنانية من خلال الارتقاء (انظر هاوكينز Hawkins 2003، 1995،2001). تم الاصطلاح على تسمية هذه الظاهرة بالتنوير «Enlightenment» 

لقد تم شرح ظهور العلوم السريرية للحقيقة في أعمال سابقة، ولعل إحدى العبارات المهمة حول المجال اللامتناهي للوعي هي أنه يمثل المطلق الذي يمكن من خلاله تقييم كل شيء أخر بدرجات يتم نسبها إليه، وتمثل هذه الآلية العلوم الحية السريرة لاختبار العضلات التي تستخدم الجهاز العصبي عند الإنسان وطاقة الحياة التي يتم التعبير عنها من خلال نظام طاقة الوخز بالإبر كأداة أساسية لقياس الحساسية الحيوية. (التقنية التي لا يمكن تكرارها عن طريق الادوات العلمية غير الحية) . بحضور الحقيقة يصبح الجهاز العضلي للإنسان «قوياً»، بينما يغدو «ضعيفاً» في الحالة المناقضة عندما يواجه الباطل (والذي يمثل غياب الحقيقة وليس الحالة المعاكسة). وهذه هي الاستجابة السريعة والعابرة التي سرعان ما تظهر درجة الحقيقة للمحفزات التي يتم تقديمها.

يمكن تشبيه مجال الوعي اللامتناهي القوي والسرمدي الحضور بالمجال الكهروستاتيكي الذي يبقى ساكناً ما لم يتم قذفه بشحنة كهربائية تعمل بعد ذلك على تنشيط المجال الكهروستاتيكي، الذي يستجيب بتوليد شحنة مساوية لها تماماً بالقيمة ومعاكسه لها بالقطبية، فالمجال الكهروستاتيكي بحد ذاته لا يقوم بأي فعل سوى الاستجابة والتسجيل فقط.

وخلافاً للمجال الكهروستاتيكي فإن المجال السرمدي للوعي مستمر، وبذلك فهو يسجل كل ما يحدث أو كل ما هو موجود مع تقدم الزمن والمكان. والمجال في حد ذاته يندرج خارج إطار الزمان أو المكان أو أية أبعاد معروفة أخرى، وبدلاً من ذلك فهو يضم كل الأبعاد من دون أن يتغير من خلالها، ويكون المجال اللامتناهي كلى الوجود وكلي القدرة وكلي العلم ويتطابق على نحو فريد مع المطلق بأن جميع التطورات أو المكونات قابلة للمقارنة.

كل شيء في الكون بما في ذلك الخواطر يتم تسجيلها إلى الأبد ضمن المجال السرمدي للوعي الحاضر بالتساوي في كل مكان. وكل ما يحدث سواء كان مادياً أو بالنوايا متوفر بالتساوي لأن المجال يقع خارج إطار الزمان والمكان.

لا وجود لل «هنا» و» هناك» ولا وجود لل «الآن» أو «بعدئذ» . الحصيلة الكلية حاضرة دائماً وبشكل متساو في كل مكان.

ولذلك فإن مخطط الوعي هو دليل عملي وواقعي للغاية من أجل فهم المستويات التطورية للوعي كي يتم تجاوزها سعياً لتحقيق التقدم الروحى أو التنوير أو التقدم الذاتي، كما يقدم أيضأ مخططاً واقعياً عن العوائق التي يجب التغلب عليها لتحقيق مستويات أفضل من الوعي. والتقييمات لا ترسي الحقيقة ولكنها تعمل فقط على تعزيزها مع تدعيمها بإثباتات إضافية.