إيقاف رحلة إلقاء اللوم
على مدى عملي خلال السنوات الثلاثين الماضية مدير؛ ومسئولة موارد بشرية، سمعت العديد من الأعذار لعدم تحمل المسئولية الشخصية بشكل كامل، ولسوء الحظ، تأتي هذه الأعذار غالباً من النساء؛ فكثيرا ما نشعر بأنه لا يوجد من يسمعنا، أو يحترمنا، أو يقدرنا . وهذه الأمور تحدث على أرض الواقع لآلاف النساء كل يوم، والتحدي الأكبر لدينا هو أننا في كثير من الأحيان لا نعرف ما نريد حقا، ومن ثم لا يمكننا أن نعبر عن أنفسنا بشكل واضح.
ومن واقع خبرتي, يمر الرجال أيضا بأوقات حرمان وتخل، لكنهم يميلون إلى الوصول إلى الحقيقة الواضحة بشكل أسرع، ومن ثم يمكنهم التعبير بشكل أفضل عما يريدون. ومن المرجح أن تظل النساء يشعرن بمشاعر الإحباط أو
السخط، تلك المشاعر التي تتضاعف وتقضي على الشجاعة.
ولكي تقبل بأن بعض الحقائق التي وضعتها عن نفسك هي حقيقة خاصة بك أنت فقط، وليست هي الحقيقة الثابتة، فإن هذا الأمر يتطلب منك شجاعة كبيرة. ومن الصعب للغاية أن تجرؤ على هدم المعتقدات التي تؤمن بها.
إليك على سبيل المثال تلك الأفكار التي كثيرا ما غذينا بها أنفسنا منذ الطفولة. وفي حالتي، كانت إحدى تلك الأفكار أنني أحتاج إلى البقاء هادئة؛
لأنني نشأت في بلدة صغيرة مع أب غريب الأطوار.
دور آبائنا مهم جدا في تنشئتنا؛ فهم يشكلون جزءاً كبيراً من تكوين شخصيتنا كناضجين، ولكن تأتي لحظة يجب عليك أن تكون أنت شخصيتك بنفسك ٠
وليس هناك شك في أننا لم ننشأ جميعا في ظروف مماثلة، وبعضنا أكثر حظا من الآخر، ولكننا نستطيع أن نتحمل مسئولية الحياة التي نعيشها اليوم، وأن نتخذ قرارات بشأن التغييرات التي نريدها، أو نحتاج إلى تحقيقها من
أجل غد أفضل.
وعندما نلقي اللوم على آبائنا، أو على الآخرين، فإننا نبني جدراناً من الأعذار لتجنب تحمل المسئولية. وعلينا أن نتعامل مع الماضي، ونحزن أيضاً على ما ألم بنا من خسائر وألم، ونسامح ونغفر من أجل المضي قدماً. ويتعلق الأمر بقبول أنفسنا كما نحن اليوم، والتوقف عن العودة عشرين أو ثلاثين عاما إلى الخلف، حيث كان آباؤنا هم من يتحملون مسئوليتنا.
وإذا كنت ترغب في المضي قدماً، وتغيير الأمور في حياتك، وتحدي نفسك، والبحث عن وظيفة تجعلك تنظر إلى الحياة نظرة إيجابية “ على المستويين الخاص والمهني - فإن الأمر يتطلب منك أن تتحمل مسئوليتك الشخصية، وأن
تتخذ قرارات واعية.
 
الأداة: الخطوة الأولى: احتفظ بدفتر يوميات
عندما تبدأ تولي المسئولية الكاملة عن حياتك الخاصة، وتشرع في أن تخططها بالطريقة التي تود أن تعيشها بها، فإن تدوين يومياتك هو الخطوة
الأولى التي يجب عليك أن تلزم بها نفسك، حيث سيقدم إليك دفتر يومياتك أفضل دعم، ويكون بمنزلة صديقك الذي تثق به. وسوف توضح لك عملية التدوين هذه ما يحدث لك في حياتك، وسوف تساعدك على التفكير واكتساب رؤى قيمة، وستساعدك على وضع خطة للتغيير كذلك. لقد كنت أدون يومياتي خلال سنوات، وقد أرشدتني؛ خاصه عندما كنت أمر بفترات من التوتر، أو القلق،