هل تخاف من أحلامك؟ أنا لا أتحدث عن كوابيسك. أنا أقصد الأحلام الجيدة؛ أمالك، وتطلعاتك الخيالية. أعلم أن خوفك من مستقبل أفضل لك أمر يبدو غريبا بعض الشيء، لكن فكر في الأمر . . . هناك ناقد داخلي في رءوسنا مذعور دائما، ويبحث دائما عن الخطر. لا أقول إنه ليس نافتا أو حتى منقدا للحياة في بعض الأوقات. إذا كنت ستفعل شيئا أخرق تماما، سيكون أول من يصيح قائلاً: مهلاً، أيها الأحمق، لا تدخل رأسك في تلك المشعلة! . إلا أن ذلك الناقد ذاته قد يثبطك. رغبتك في أن تكون مغني أوبرا أو طبيب تخدير أو رغبتك في أن تركض في ماراثون، أو تخسر عشرين رطلاً، أو تقود غواصة أعماق أو تقول لوالدتك إنك تحبها... ليست هذه بنيران تتحاشاها؛ بل هو لهيب عليك أن تزيد من اضطرامه. فلماذا إذا يعتبر هذا الصوت الواقي هذه الأحلام الجيدة  تهديدات بصفة منتظمة ويمنعك من السعي وراءها؟ لماذا تجيد كبح أفكارك الإبداعية أكثر من تحقيقها بكثير؟ وماذا إن كان في وسعك تغيير ذلك؟  في خريف عام 2011، وجدت الرسامة كاندي تشانج مبنى مهجورا في نيو أورليانز وحولته إلى معيار للأمل، بشكل جزئي باستخدام طلاء بلون أسود كعربات نقل الموتى وكلمة أموت. من الصعب تصور أي شيء بتلك الكآبة  يستثير التفاؤل، لكن فكرة تشانج كانت عميقة كما كانت أنيقة. بعد طلاء المبنى كاملاً بالأسود، نقشت بالاستنسل هذا التصريح على جوانيه مرات لا  حصر لها، باللون الأبيض؛ منذ أن قامت بهذا، زار مئات من الناس الموقع لكي يكتبوا إجاباتهم الخاصة بالطباشير الملون لقد تمت تغطية تجربتها منذ ذلك الحين في وسائل الإعلام على نطاق واسع وتم تكرارها في مدن في جميع أنحاء العالم- لذا قبل أن نبدأ، فكر للحظة في المباني المهجورة في حياتك؛ الأهداف التي تخليت عنها ، أو أجلت تحقيقها لوقت طويل للغاية حتى لم تعد تميزها ٠ كيف ستكمل هذه العبارة؟ قبل أن أموت، أريد أن--------------------------- . لقد جربت أنا أيضا بشكل مباشر كيف يكون شعور الألم والفرح للسعي وراء حلم. أنا موسيقي، ومؤلف أغان، ومغن. لقد سجلت عشرين تسجيلا أشيد بها نقديا، بما فيها خمسة ألبومات موسيقى للأطفال. حصلت على ثلاثة عقود من شركات تسجيل كبرى. قمت بجولات في الولايات المتحدة ثلاثين مرة على الأقل. بل قدمت عروضا في آسيا الوسطى السوفيتية (على حد علمي أنا موسيقي الروك الأمريكي الوحيد الذي عزف في قصر لينين للثقافة والرياضة، في طاجيكستان) . ألفت موسيقى للعديد من الأفلام وبرامج م شبكات التليفزيون، ورشحت لجائزة إيمي وجائزة جرامي. حلمت منذ الصف الخامس بأن أكون نجم روك، وبعد سنوات من العمل الشاق وحظ موفق وافر، أصبحت واحدا بالفعل. لسوء الحظ، تسببت الإنترنت في السنوات القليلة الأخيرة في عراقيل هائلة في عملي. إن لم يكن قد نما إلى علمك: تقريبا لم يعد أي أحد يدفع مقابل الموسيقى. طلب مني ابن عمي لورنس، تاجر ماس من شيكاغو‘ تفسير المشكلة. في تشبيه مجازي، قلت له بأن يضم كفيه تحت شاشة الكمبيوتر ويتخيل أن كل الماسات التي يحاول جاهدا أن يبيعها تسقط ببساطة في يديه مجانا. كان كل ما لديه ليقوله: إن ذلك أمر قاس. هذا صحيح. نتيجة للتغيرات، كان علي الإجابة عن سؤال ما أريد عمله بحياتي؛ مرة أخرى. قادتني التغييرات الجذرية التي اضطررت إلى أن أمر بها إلى حالة لعلك أنت فيها في هذه اللحظة بعينها؛ التحلى بالإبداع وتتبع أحلامك ليس مجرد فكرة ممتعة؛ بل أمر إلزامي. بصرف النظر عما إذا كنت طالبا في المدرسة الثانوية، أو كنت ربة منزل، أو كنت مدرب إبحار بالمظلة، أو الرئيس التنفيذي لشركة توزيع لفت عضوي، سوف تكتشف عاجلاً أم آجلاً أن الطريقة التي كنت تؤدي بها الأمور إلى الآن ستحتاج إلى تغيير في النهاية. في حالتي، لم تعد الطريقة التي اعتدت القيام بالأمور بها تصلح بالتأكي د. أفضت الاضطرابات التي كنت أمر بها إلى حاجة ماسة لإعادة بناء نفسي وإعادة تعريفها. اضطررت إلى استحضار نفس الموارد الإبداعية الحديثة التي كنت قد تباهيت بها وأنا رجل شاب. لم أضع في اعتباري قط أن ما كنت أفعله عندما كنت في الثانية والعشرين، وما قضيت حياتي الراشدة أتعلم إتقانه، ببساطة لن يظل فعالا من الناحية المالية عندما أصل للثانية والخمسين. عندها فهمت؛ أن ما كان يثبطني لم يكن عدم معرفتي لما كنت أريد فعله. بل كان الاستماع إلى ذلك الصوت المفرط في حمايتنا الذي ذكرته من قبل؛ ناقدي الداخلي. إن الاستماع إلى ذلك الصوت السلبي شيء كنت دائما خبيرا فيه، وكان لسماع شكواه المزعجة من أن أحلامي لم تعد ممكنة، وأنني لا بد في حيرة من اتجاهي التالي، أثر كالتنويم المغناطيسي (في ذلك الوقت على أية حال) . أدركت في النهاية أنني كنت فقط في حاجة إلى اكتشاف طريقة جديدة لعمل ما كنت أحبه منذ البداية: تأليف الموسيقى، والأداء، والعمل مع أشخاص آخرين لصنع موسيقى. على الرغم من أن الثرثرة الداخلية السلبية كلها كانت تتركني محبطا إلى حد كبير، لكني تمسكت بإيماني أن لدي شيئا قيما جديرا بأن أشاركه لا تستطيع الإنترنت سلبه أبدا. عندها أصابني ما يبدو عند تأمله لاحقا كأنه صاعقة برق من الإلهام: هذا الشيء الذي ظللت أقوم به أغلب عمري -كتابة الأغاني، بمزيجها الفريد بين البنية الصارمة وفن الشعر المتسم بالتداعي الحر- هو في الحقيقة تعبير  مجازي مثالي لتعليم الطريقة التي تنتقل بها الأفكار من العقل إلى العالم! كانت خطوتي التالية واضحة: باستخدام الموسيقى ونفس الأساليب التي أستخدمها في كتابة الأغاني، سوف أبدأ مشروعا يساعد الأفراد والمؤسسات ليصبحوا أكثر إبداعا ورضا. ما الذي حدث بعد ذلك إذا؟ لا شيء البتة. رقدت فوق الفكرة لمدة عامين تقريبا كما ترقد بطة على بيضة. قد تسأل، كيف لم ألاحق فكرة حيوية لهذه الدرجة صوب مستقبلي؟ إن التفكير المفرط بلا نهاية في الذهاب في رحلة صيد في بوتسوانا شيء رائع في الحقيقة، لكن إلى أن تحزم حقائبك فعليا وتقفز في طائرة، يمكنك أن تحلم كيفما تشاء بمحمية دوبا في أقصى شمال أوكافانجو وينتهي بك الأمر وأنت ما زلت على مكتبك... ما زلت على الأريكة ...ما زلت ترقد يقظا في الفراش في الثالثة صباحا تتساءل، لماذا لا أزال هنا؟ . إن كنت في أي وقت قد خضت تجربة المماطلة هذه وعدم البدء بشكل جدي بإنجاز أي شيء أبدا، فأنت لست وحدك بلا شك. لماذا كان صعبا على للغاية أن أحضر كوبا من القهوة، وأشغل جهاز الكمبيوتر، وأبدأ في تحديد الخطوط العريضة لشركتي الجديدة؟ لماذا لم أبدأ تفحص دفتر عناويني لكي أختار معارف أرى أنهم قد يستطيعون تقديم المساعدة؟ لماذا لم أتابع بمزيد من الأفكار المحددة وأكرر نفس العملية لعدة أشهر حتى أكون قد حققت شيئا ملموسا؟ أولا، قضيت وقتا قليلا للغاية أفكر كيف قد يبدو المشروع الجديد وهو ناجح، ووقتا كثيرا للغاية أقلق بشأن ما قد يكون عليه شعوري عندما يفشل لا محالة في الانطلاق. قضيت وقتا قلقا لماذا الأمر برمته شديد الصعوبة، وسبب كوني غير مؤهل للتحدث أمام مجموعات كبيرة من الأشخاص، وحيال الطرق الكثيرة التي قد أحرج نفشي بها لمجرد المحاولة. كنت أرد على الرسائل الإلكترونية، وأتحدث على الهاتف، وأتصفح الإنترنت؛ مرحبا، يا ترى ما تكلفة قضاء إجازة غوص في بالي؟ . كان كل عامل مشتت يمكن تصوره يبعدني عن مهمة الجلوس فعليا ووضع خطة للخطوات الأولى لفكرتي. ثم في يوم من الأيام، لا أعرف بالضبط كيف أصف ذلك... ببساطة توقفت عن التفكير المفرط وبدأت في التنفيذ. كان يوم 14 من يونيو، 2011، على وجه الدقة. لماذا؟ لم ذلك التاريخ تحديدا؟ ماذا حدث ذلك الصباح الذي ميزه عن جميع بداياتي غير الحقيقية الأخرى؟ أي حافز غير عادي دفعني ذلك اليوم من الحلم إلى الجلوس على مقعد وبدء العمل الفعلي؟ نوعا ما، كنت قد عبرت خطا خفيا. كانت هناك انتفاضة داخلية. صاح الناقد الداخلي رافضا، وبعدئذ؛ بات ما هو غير ملموس ملموسا للمرة الأولى. تصرفت بشكل مختلف ذلك اليوم وفعلت ثلاثة أشياء بسيطة. الأول، ضبطت مؤقتا وأعطيت نفسي خمس عشرة دقيقة لوضع قائمة بأسماء محتملة لشركتي، ثم أعطيت نفسي عشر دقائق لعمل بعض الرسومات الصغيرة لأفكار لشعار، وأخيرا، قضيت عشر دقائق أدرس شراء أسماء لعنوان موقع الإنترنت. كان ذلك كل ما في الأمر. كانت هذه ثلاث مهام سهلة بشكل ملحوظ، ثلاث أفكار صغيرة. لكن الفرق الجذري بين ذلك الصباح المصيري وآخرين كثر هو أنني توقفت عن التفكير السلبي وبدأت في اتخاذ إجراءات صغيرة ولكن حاسمة نحو هدفي. بالرغم من أنها لم تكن بالطبع إنجازات مزلزلة، فإنها كانت خطوات. أصبحت الأفكار التي تابعت دراستها منذ ذلك اليوم فصاعدا الأساس للعمليات التي تدعم هذا الكتاب بأكمله، عمليات يستطيع أي أحد بها أن يتعلم كيف يبث الحياة في أفكاره. هناك قفزات إيمان صغيرة سأطلب منك أن تقفزها أثناء سيرنا في هذا الدرب، لكن بصفة غالبة، سأريك طريقا واضحا وعمليا للنجاح. إن تحرير نفسك من قيود خوفك هو الطريقة التي سوف تكشف بها الستار عن إبداعك الفطري. سأريك نظاما يمكن تعلمه وتطبيقه وتكراره.  الأساليب التي سأعلمها لك في هذا الكتاب قد أثبتت نجاحها، وكلما تعلمت أن تثق بنفسك أكثر، أصبحت قفزتك التحويلية أسهل.