إنها مركز الفهم المتطور وتقع في الجهاز الحوفي محيطة بجذع المخ‘ وتتكون من مجموعة معقدة من طبقات الدوائر العصبية، والتي تطورت من "عقل الأنف" لدى أسلافنا البدائيين عندما كانت حاسة الشم هي الاداة الوحيدة التي يحتاجون إليها لمساعدتهم على التفرقة بين ما يصلح للأكل وما لا يصلح للأكل. مع تطور البشر أكثر، أصبحوا بحاجة إلى حاسة أكثر دقة، لذا، فقد منت عليهم الطبيعة بالقشرة الجديدة - والتي تعرف عادة باسم "دماغ التفكير".لقد تطورت هذه المادة الرمادية التي تشبه الهلام إلى درجة أنها أصبحتتمدنا بخدمات تحليلية سريعة لاتخاذ القرارات وتكوين الآراء؛ حيث مكنتنا شبكتها المعقدة من الأعصاب من الشعور بمشاعر معينة تجاه الحدث إلى جانب التفكير في أفكار متعمقة عن نوعية الفعل الذي يمكننا الإقدام عليه في من بين وظائفها الأخرى، أنها تمكننا من السيطرة على عواطف الآخرين بحيث تزداد احتمالات أن يعطونا ما نحتاج إليه، فعلى سبيل المثال، يمكننا أن نصدر ابتسامة جذابة من أجل أن نروق لشخص آخر، أو أن نعبس في غضب من أجل غرس الخوف في نفس من يحاول الاعتداء علينا.

تمرين سريع فكر في إشارة عاطفية قمت بها في اليوم السابق من أجل الحصول على شيء تحتاج إليه أو ترغب فيه من شخص أخر. ما اللوزة، وما وظيفتها؟ هناك مركز عاطفي مهم أخر في دماغنا، ويقع في الفص الجبهي الأمامي، فوق جذع المخ مباشرة عند قاعدة الحلقة الحوفية - المركن المسئول عن حياتنا العاطفية. يتكون هذا المركز (والذي يطلق عليه اسم اللوزة) من شبكة من الأعصاب، ولكن لها بنية أكثر بساطة، فهي، في الحقيقة، دماغنا العاطفي البدائي؛ حيث تطورت وظيفتها من أجل إعداد الإنسان بسرعة إلى ردة فعل الكر أو الفر عندما يشعر بالخطر، أما الآن، فقد أصبحت ترتبط أكثر بمركن التفكير لدينا والذي يتحكم في نشاطاتنا، أغلب الوقت. بمجرد الشعور بحدث جلل، يقوم مركز التفكير في دماغنا بتحليل هذا الحدث واتخاذ القرار بشأن أي من الاستجابات العاطفية ستناسبه، ثم يبدأ في  الإقدام على الفعل المناسب فيما يتعلق بالأجزاء المسئولة عن الإفرازات الهرمونية والمسئولة عن العضلات من أجل إعداد أجسامنا. أ) تشعر أعيننا وآذاننا برجل يعدو نحونا ومن ثم ينزلق على قشرة موزة وينكفئ على وجهه.  يفكر دماغنا في الحدث ويقرر بأن السرور سيكون الاستجابة العاطفية المناسبة للموقف ترسل إشارة من أجل إفراز بعض الإندورفين (الذي يعرف باسم هرمون السعادة)، والذي يحفز بدوره نظام عضلاتنا على العمل لإصدار ابتسامة، و/أو لحلقنا ليصدر ضحكة.ب) تشعر أعيننا وآذاننا برجل يعدو نحونا يلوح بيده ليجذب انتباهنا . > تفكر قشرة دماغنا الجديدة في المشهد وتقرر أنه من المرجح أن يكون هذا الرجل يقصد إيذاءنا وتقرر أن القلق سيكون الاستجابة المناسبة. > ترسل القشرة الجديدة رسالة إلى اللوزة التي تنشط الغدة النخامية لتفرز القليل من الأدرينالين لتحويل تدفق الدم بعيدا عن الجلد ليغذي القلب وتجعله يدق بسرعة أكبر لتحصل عضلاتنا على المزيد من الطاقة، ومن ثم يمكننا زيادة سرعة عدونا ونعبر الشارع بينما يرتسم على وجوهنا تعبير ينم عن  لماذا لا نزال نستجيب لبعض الأمور بشكل بدائي؟ لقد كشفت الأبحاث الحديثة عن وظائف دماغنا عن الكثير من الأمور، فقد أدركنا الآن أنه إن اعتقدت إحدى حواسنا أنها قد حددت تهديدا كبيرا على حياتنا، ترسل رسالة حركة فورية مباشرة إلى مركز الكر/الفر/التوقف البدائي، والذي يوجد به مخزون من:  26. الذكريات السابقة عن التجارب العاطفية. 2 - 27. نماذج مبرمجة مسبقا عن الاستجابات العاطفية استخدمناها في حالات سابقة بنجاح. بمجرد أن تصل إشارة الطوارئ العاطفية ، يستكشف عقلنا هذا المخزون من أجل التوفيق بين العناصر الرئيسية لهذه التجربة الجديدة وعناصر التجارب التي مرنا بها في الماضي‘ وبمجرد أن يعثر على العناصر "المتفقة بدرجة كافية يبدأ في تحديد نمط التصرف الملائم. وفيما يتعلق بأغراض بناء ثقتنا العاطفية علينا أن ندرك أن هذا المخزون يشتمل على الآني: - ٠ مجموعة كبيرة من الذكريات والاستجابات البدائية العتيقة التي انطبعت في جيناتنا الوراثية على مدى قرون طويلة. يبدو أن هناك الكثير من الاكتشافات المهمة في مجال أبحاث الدماغ، والتي ما زالت في طور التقدم حتى الآن؛ لذا، أدرجت فيما يلي بعضا من هذه النتائج والتي رأيت أنها تتعلق كثيرا بأهدافنا التي نسعى لتحقيقها في هذا الكتاب، وبعد تلخيص كل من هذه الحقائق، أضفت ملاحظة عن مدى تأثير كل منها على مواقفنا العاطفية اليومية. تمرين سريع بينما تقرأ كلاً من الأقسام التالية، حاول أن تضيف مثالاً من تجاربك الخاصة. يعني هذا أن الأحداث الماضية التي قد سببت لنا (أو لأسلافنا) أقوى المخاوف أو الانفعالات هي التي يتذكرها العقل جيدا، وستكون أولى الذكريات التي يتذكرها خلال عملية المسح الطارئ - على الرغم من أنه قد لا تكون لها أية صلة بالموقف الحالي. ربما يعيد اقتراب حشد من الناس منا في قاعة أو مصعد أو على رصيف محطة القطار تفعيل العلاقات العاطفية المرتبطة بكوننا قد شردنا عن والدينا في أحد المتاجر المزدحمة عندما كنا صغارا - أو صوت أقدام جيش كان يهدد أحد أسلافنا. يعني هذا أنه عندما نقع تحت ضغط، تزداد احتمالية أن نستجيب بشكل تلقائي من خلال السلوكيات التي تعلمناها خلال مرحلة الطفولة عندما مررنا بتجارب مشابهة. قد يجد أحد الآباء الحازمين نفسه خاضتا بشكل غريب أمام انتقادات أحد  معلمي طفله. يعني هذا أن الغدد النخامية لدى الأشخاص الذين يعانون اضطرابات توتر ا بعد الصدمة تعمل بشكل مفرط طوال الوقت ويكون من الصعب عليهم الوصول إلى حالة الاسترخاء. يجد الناجون من الكوارث الكبرى أنفسهم يستجيبون عادة إلى المشكلات العاطفية البسيطة كما لو أنها حالات طارئة كبرى حتى بعد مرور سنوات على وقوع الحدث، ويواجهون صعوبة كبيرة في التحكم في استجاباتهم للقلق، وعادة ما يصعب هذا السلوك من حفاظهم على وظائفهم أو على علاقاتهم بالآخرين. يعني هذا أنه من الصعب للغاية أن تكون حازما أو تستخدم مقاربة ترضي جميع الأطراف عندما تكون عواطفك مستثاره لحد كبير. قد يفقد أحد المديرين المتمرسين صبره إن تصاعد غضبه كثيرا خلال إحدى المفاوضات. يعني هذا أنه حتى أكثر الناس ثقة وقدرة وإبداعا يمكن توقع استجاباتهم عندما يشعرون بأن هناك خطرا محدقا بهم.

قد يفرض أب عادي قيودا لا يمكن تطبيقها على ابنه المراهق المتمرد كما لو أن العلاقة بينهما قد تراجعت لعشر سنوات للوراء. يعني هذا أنه على الرغم من أن التطور قد منحنا مراكز للتفكير يمكنها التحكم في استجاباتنا العاطفية، فإنها أبطأ بكثير من استجابات الكر أو الفر أو التجمد البدائية. عندما نسمع صوت تحطم مفاجئا، قد نجد أنفسنا نصرخ (ربما مثل آبائنا أو معلمينا) في طفل بريء سقط وجذب مفرش المائدة دون قصد منه، على الرغم من أننا قد نفضل أن نستجيب بطريقة تربوية أكثر. يعني هذا أننا نبدأ في عقلنة سلوكياتنا بشكل آلي بمجرد أن ندرك أننا قد ارتكبنا خطاً عاطفيا. إننا عادة ما نرجع سبب انفجاراتنا الغاضبة المحرجة التي نندم عليها دائما إلى "الشخصية التي لا يمكن تحملها" لشخص آخر، أو إلى "الحالة التي وصل إليها المطبخ . قصة محرجة تعتبر هذه القصة الواقعية توضيحا جيدا لبدء مركزي العاطفي البدائي

بالتصرف دون استشارة عقلي المفكر الأكثر تطورا في إحدى عطلات نهاية الأسبوع، كنت أسير مع زوجي في أعماق غابة كبيرة تمرين سريع فكر في قصة محرجة مشابهة مررت بها (ليس عليك أن تنشرها!). كم تستمر العاطفة؟ يقول علماء النفس إن دورة حياة العاطفة قصيرة للغاية - عادة ما تستمر ليضع لحظات، ولبضع دقائق على أقصى تقدير، ويعتقدون أن العواطف التي تستمر أكثر من بضع دقائق ما هي إلا عدد من مجموعات مختلفة من الاستجابات. ما الحالة المزاجية؟

المزاج هو حالة عاطفية طويلة المدى يمكن تحديدها بأنماط محددة من الكيمياء الحيوية والتغيرات الهرمونية، وربما نمر بالتقلبات المزاجية دون وجود أية مواقف عصيبة وقد لا ندرك أحيانا ما يحدث لنا. قد يمتد المزاج إلى عدة ساعات وقد يمتد إلى أيام، أما بالنسبة للحالات العاطفية التي تمتد إلى بضعة أسابيع، فعادة ما يطلق عليها اسم الاضطرابات العاطفية (هذا هو المصطلح العام الذي يستخدمه الأطباء لوصف المزاج الحزين أو الكئيب الذي تفاقم بمرور الوقت ليتحول إلى مرخى اكتئابي)- من بين الاختلافات بين المزاج والعاطفة أنه عندما يحدث نكون في حالة مزاجية سيئة، يجب ألا تتفق مشاعرنا أو الكيمياء الحيوية بداخلنا مع مثير يمكن تحديده بسهولة، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نعتقد في بعض الأحيان

أن حالاتنا المزاجية تنشأ من العدم ، ولكن، في حقيقة الأمر، لطالما أثيرت بواسطة أحد العوامل التالية أو أكثر: 1. تجارب عاطفية شديدة العمق ولا يتم التعبير عنها (مثال، مثل الإصرار على أن شيئا لم يحدث بعد خيبة أمل كبيرة، ثم نجد أنفسنا في مزاج سيئ لا يمكننا تفسير سببه). 2. عدد من التجارب العاطفية السريعة والمتكررة (مثال، قد تقود سلسلة من المكالمات الهاتفية غير الفعالة إلى مزاج محبط؛ وقد يقود لقاء مجموعة من الأشخاص الملهمين في مؤتمر أو حفل إلى مزاج محفز) - 3. تغيرات في الكيمياء الداخلية بسبب قلة النوم أو الحيض أو قلة الطعام أو حالة الطقس وغيرها، على سبيل المثال لا الحصر. من بين المخاطر المتعلقة بالحالة المزاجية أنه يمكنها تغيير طريقة رؤيتنا للعالم من حولنا دون حتى أن ندرك ذلك، حيث نبدأ، دون وعي منا، في اختيار الفرص والأشخاص الذين يتوافقون مع حالتنا المزاجية؛ لذا، فإن كنا نحاول الحصول على وظيفة بينما تنتابنا حالة مزاجية سيئة، فإننا لا نرى سوى الوظائف التي لا يمكننا القبول فيها، ونحصل على النصائح والاستشارات من أشخاص متشائمين، وبالتالي، ستنحرف حياتنا عن مسارها الطبيعي وتصيح "سيئة" مثل حالتنا المزاجية. تمرين سريع تذكر حالة مزاجية كنت تشعر بها خلال الأسبوع الماضي، وفكر في العوامل التي ربما تكون قد سببتها، ولاحظ جودة الأفكار التي خطرت على عقلك عندما كنت في هذه الحالة المزاجية، وما إذا كانت قد أثرت على أية قرارات اتخذتها خلال ذلك الوقت.

ما الطباع؟ يستخدم هذا المصطلح لوصف استعداد المرء المسبق لعواطف أو حالات مزاجية بعينها، كما تؤثر طباعنا على طريقة تعلمنا للتعبير عن مشاعرنا، لذا، فإنها تمتلك تأثيرا كبيرا على تطور شخصياتنا.

إننا ننظر لطباعنا ونمر بها على أنها مشاعرنا المعتادة طوال حياتنا والتي يبدو أنها جزء لا يتجزأ عن.--

نهاية عينة الكتاب ... لقراءة الكتاب كاملا، الرجاء إضافة الكتاب إلى حسابك عن طريق تحميله أو شرائه.