في ضوء الاضطراب الممتد الذي وصفناه في الفصل السابق، كيف يمكن أن نتوقع أن يكون المراهق؟ من أصعب الأجزاء المتعلقة بكونك والدا لمراهق هو محاولة اكتشاف أي من الجوانب السلوكية لطفلك تعتبر مقلقة وأي منها تعتبر طبيعية. في بعض الأيام، يبدو أن أغلب ما يفعله المراهقون غريب ومزعج ومختلف تماما عن طريقتهم المعتادة في التصرف. ترى ماذا حدث لذلك الطفل الهادئ ذي التسعة أعوام الذي كنت تستمتع بصحبته للغاية؟

في هذا الفصل، سنصف المواصفات التي يمكن أن تتوقع بشكل معقول أن تراها في مراهقك الطبيعي والعادي (إذا كان هناك مثل هذا المخلوق)!). توقع هذه الميزات يمكن أن يفيدك بعدة طرق. قبل كل شيء، يخبرك هذا الإدراك بأن هذه السمات الجديدة شائعة وليست خطيرة بالضرورة. ثانيا، معرفتك بما هو طبيعي يمكن أن تحررك من أن تأخذ هذه الصفات على محمل شخصي؛ كما لو أنها خطؤك، أو كما لو أنها تمثل نوعا من الرفض الشخصي. في النهاية، حفظ هذه القائمة سيحثك على العمل على إحدى المهام الأساسية كوالد لمراهق: تحمل الاختلافات غير الضرورية.

المراهقة والوعي الذاتي يركز المراهقون الأصغر سنا بشدة على أفكارهم ومشاعرهم ونشاطاتهم. 

في الحقيقة، أشار بعض الكتاب إلى أن الأمر تقريبا كما لو أن الطفل يشعر أنه واقف باستمرار على خشبة المسرح أمام بعض الجمهور الخيالي. قد يشعر أن تجاربه شديدة وفريدة من نوعها للغاية لدرجة أنه لا يستطيع أي شخص آخر -بالأخص والديه- أن يفهم ما يمر به. وفي غمرة شعورهم بأنهم مساء فهمهم، ينسى المراهقون أن والديهم كانوا أيضا مراهقين فيما سبق. هل تتذكر؟ هل تتذكر حصة الخطابة في المدرسة الثانوية؟ سيكون أمرا غريبا للغاية إذا لم تستطع أن تتذكرها! هل فكرت من قبل أن تترك المدرسة يوم إلقاء الخطاب؟ كم من الأسابيع شعرت بالقلق مقدما من احتمالية أنك ستتصرف بحماقة شديدة أمام أقرانك؟

غير أنه إلى حد ما، يكون هؤلاء الأطفال على صواب، لأن العديد من الآباء يتفاعلون بشكل مندفع تجاه أطفالهم المراهقين ولا يكلفون أنفسهم عناء تذكر كيف كان الأمر عندما كانوا بنفس ذلك العمر. قد يتذمر الآباء قائلين: إنه منغمس للغاية في عالمه الصغير دون أن يتذكر كيف كان ذلك العالم الصغير بالنسبة لهم من فترة سابقة.

في حين أن الوعي الذاتي الشديد قد يكون أنانيا، فإن هذا التوجه نحو الحياة عبء أيضا. إذا كانت كل الأمور تدور حولي والعالم بأكمله يشاهدني، فإن هذا الشعور غير مريح على الإطلاق. قد يشعر المراهق أن نجاحاته رائعة ومذهلة؛ براهين على قدره وإمكانياته. على الجانب الآخر، فإن التعرض للفشل أو الانتقاد، خصوصا أمام الآخرين، يمكن أن يكون مؤلما. من أسوأ مخاوف المراهق، وهو في المدرسة الثانوية، التعرض للإحراج أو الإهانة أمام
أقرانه.