هل ساعدك الغضب على نيل ما تريد في هذه الحياة؟ هل ما فيه من متع يستحق الثمن المدفوع؟ فإذا كنت لم تمر بأي من أنواع الخسارة التي فرغنا للفور من سردها، فضع في ذهنك أن الغضب لا يؤدي دائما إلى خسائر تتضح على الفور؛ فقد يستغرق الأمر سنوات عديدة قبل أن تبدأ تبعاته الخطيرة في الظهور. وإذا كنت قد عانيت فيما سبق, أو تعاني الآن عثرات خطرة نتيجة الغضب، فهل لم يحن الوقت إذن

لحل هذه المشكلة؟ عاد ما يكون التغيير صعبا، كما أن المهارات والتقنيات الموجزة في هذا الكتاب ليس مقصودا بها أن تمثل حلأ سريعا وقليل التكلفة لمشكلاتك؛ فهي تتطلب عقلاً متفتحا، والكثير من الممارسة، وجهدا متواصلاً لمكافحة أنماطغضب ك القديمة. وعندما يتوافر ذلك، تصبح تلك المهارات والتقنيات أكثر
سهولة في التطبيق.ربما ي كون اتخاذك قرارا بأن تعيش بقدر أقل من مشاعر الغضب واحدا من

أهم القرارات التي تتخذها في حياتك، أليس كذلك؟  ٢: خرافات حول كيفية التعامل مع غضبك لا شك في أنك سمعت كثيرا اقتراحات ’منطقية للتعامل مع غضبك؛ فضيوف وسائل الإعلام واسعة الانتشار من المجلات واللقاءات الحوارية التليفزيونية، والبرامج الإذاعية، يقدمون يوميا حلولاً من المفترض أن تساعدك
على عيش حياة دون غضب واستياء، ولكن للأسف؛ فإن العديد من هذه الأفكار ببساطة لا تجدي نفعا. وإذا استشرت اليوم خمسة متخصصين مختلقين في الصحة العقلية بشأن أفضل الطرق للتعامل مع الغضب، فسوف تتلقى على الأرجح خمس طرق علاج مختلفة. كذلك فإن بعض الخبراء سيخبرونك بأن الحل يكمن في ماضيك، وأن الطريق الوحيد للتعامل بنجاح مع مشكلة الغضب هو الرجوع إلى الماضي، ومعالجة الجراح والمظالم القديمة التي تعرضت لها, وحولتك إلى شخص خائف وغاضب، في الوقت الذي سينصحك فيه آخرون بأن ماضيك ليست له علاقة، وأنك إن غيرت وظيفتك وعلاقاتك الحالية، والمواقف التي تسبب لك الضيق، فستسير بلا شك نحو حياة أكثر سعادة وصحة وأقل غضبا.   وربما تحصل على بعض الآراء المتضاربة الأخرى عما يمكنك أن تفعله إزاء الغضب؛ فبعض المتخصصين سوف ينصحونك بكبح جماحه، وتجنب الاصطدام بمثيري المشكلات قدر الإمكان، وربما يطلب منك أن تنسحب من المواقف العصيبة، وألا تعود إليها إلا بعد أن تهدأ ثائرتك. وعلى النقيض من ذلك، يمكن أن تحث على إفساح المجال لغضبك متى شعرت به؛ بحيث يمكنك فعل ذلك بالتعبير عن نفسك بوضوح أمام الأشخاص الحقراء، أو بأن تعبر عن غضبك بشكل غير مباشر على انفراد بالصراخ، أو ضرب الوسادات، أو ممارسة التمارين الرياضية. وتنتشر المفاهيم المغلوطة عن الغضب؛ فما السبب؟ يرجع ذلك إلى ندرة البحث الطمي السليم عن أسباب مشكلات الغضب وحلولها، وتوضح الطبيبة النفسية ألن روثنبرج تلك النقطة بقولها: في أغلب الأحوال لم ينظر إلى الغضب بوصفه موضوعا مستقلا يستحق البحث... (وهذا) لم يجرد الغضب من أهميته الحقيقية في فهم السلوك الإنساني وحسب، وإنما أدى كذلك إلى الوقوع في شرك التعريفات الغامضة، والمفاهيم المغلوطة، والنظريات السطحية". ونستعرض هنا خمس خرافات شائعة عن كيفية التعامل مع الاستياء

والغضب الشديد. ولكي تفهم طبيعة الغضب الحقيقية، ضع في اعتبارك هذه الخرافات، وتفحصها بعقلية متشككة.