إذا كنت تنوي إدارة شركة أو الاستثمار في شركة ، فأنت بحاجة لأن تكون قادراً على قراءة بيان الموازنة ، وهذا يختلف عن مجرد ما كسبته الشركة وما خسرته ( أي قراءة حسابات المكاسب والخسائر )  لماذا ؟ لأن مثل تلك الحسابات لا توضح لك إلا نصف الصورة فقط .

على سبيل المثال إذا كانت الشركة ( س ) تحقق مبيعات بمبلغ مليون جنيه وتتكبد نفقات قدرها خمسمائة الف جنيه ، فعلى هذا تكون أرباحها خمسمائة ألف جنيه وهذا شيء حسن ، أليس كذلك ؟ في الحقيقة لا . لأن رقمي المكاسب والخسائر المبسطين هذين لا يوضحان لك مثلاً أن الشركة مدينة للبنك بمبلغ مليوني جنيه ، ومبلغ المبيعات البالغ مليوناً من الجنيهات مبلغ مخادع ، وأن هناك ضرائب معلقة عليها من السنوات السابقة تبلغ أربعة ملايين جنيه ، كما أن رخصة حق الملكية الخاصة بها على وشك الانتهاء ، وأن الضرائب توشك على الإطباق عليها ، وأن هناك منافسين اقوياء بدأوا يظهرون في السوق . هل تريد الآن الاستثمار في الشركة (س) ؟ لا أظن هذا ؛ إنها مفلسة وتحتال في عملياتها التجارية ولا تساوي شيئاً . ابتعد عنها.  ولهذا عليك أن تتعلم كيف تقرأ بيانات الميزانية بكل حص، والسبب في هذا هو أنها ستكشف لك ما لا تكشفه لك البيانات الأخرى.

لابد لبيان الميزانية أن يتوازن في النهاية، ولهذا أطلق عليه هذا

 

الاسم[1] والصيغة الرئيسية التي عليك أن تعرفها أن حقوق الملكية = الأصول ـــــــــ الخصوم ، وبعبارة أكثر بساطة ، فإن قيمة الشركة هي ما تملكه مطروحاً منه ما تدين به للآخرين ، وهذا المفهوم ينطبق على الأشخاص والشركات سواء التي تعمل بها أو تملكها وكذلك الشركات التي تنوي الاستثمار فيها .

ولنلق نظرة أكثر تفصيلاً :

  • أ : ما تملكه ــــ الاصول : وهي تتكون من الأصول المملوكة لك بما فيها من الأموال السائلة وأي شيء له قيمة ( أي يمكن تحويله إلى أموال سائلة) في خلال فترة ثلاثة أشهر مثلاً ( وهذا يمثل الديون المحصلة والاموال التي سيتم تسلمها لا حقاً .. إلخ ) ، والمخزون ( أي الأشياء التي يمكن بيعها والمواد الخام التي لها قيمة ويمكن تحويلها إلى منتجات ) وأي ممتلكات قد تملكها انت او الشركة ، وكذلك المعدات والسمعة الحسنة .
  • ب : ماتدين به ـــ الخصوم :  وهذا يشمل كل المبالغ التي أنت مدين بها والقروض البنكية وغيرها ، وهي تمثل تلك المبالغ التي سيتعين عليك دفعها بالأموال السائلة إذا ما طالب الدائنون بديونهم .
  • ج : قيمة ماتملكه ـــــ حقوق الملكية : وهو نتاج طرح الخصوم من الاصول ، وهو يخبرك بقيمة شركتك على أرض الواقع . وهناك معادلة حسابية مفادها أن تأخذ رقم الأصول ثم تقسمه على الخصوم وإذا كان الناتج أكبر من 1,5 ، عندئذ يكون أداؤك جيداً ، ومن الواضح أنك قد تحتاج لتعديل هذه المعادلة لتتناسب مع الصناعات المختلفة لكنها تمثا أساساً جيداً لك ، وأنا كذلك آخذ قيمة حقوق الملكية ثم أقسمها على الأصول وإذا كانت الإجابة أكبر من 50 أشعر بالارتياح . مثلاً إذا كانت حقوق الملكية 35 مليوناً وقسمناها على الاصول ( وهي رأس المال العامل ) وهي سبعون مليوناً فإن النسبة = 35000000÷ 70000000% = 50 وهو رقم مناسب تماماً ، لكن إذا كانت الاصول 120 مليوناً وحقوق الملكية 35 مليوناً فلن يكون الناتج جيداً ، حيث سيكون في حدود 29

إذا سمعت إذن عن شركة حققت ارباحاً قدرها مليون من الجنيهات وعرض عليك فرصة للاستثمار بها ، لا تفرح بهذا الرقم . اطلب رؤية بيان الميزانية ، ثم اقرأه بتمعن . وفي الواقع لا تكتف بقراءة بيان الميزانية ؛ حيث إن هناك أشياء اخرى عليك الاهتمام بها مثل القوائم المالية المجمعة للشركة كلها ، وكلما حصلت على معلومات أكثر ( وهو ماينبغي عليك فعله ) كان قرارك مبنياً على أسس سليمة راسخة .

[1] التوازن الحقيقي يتمثل في الملكية + الالتزامات = الأصول ومن ثم التوازن ، فتكون لديك الأصول في جانب والالتزامات وحقوق الملكية في جانب آخر .