إن الكثير من الناس يعتنقون واحدة من هذه الأفكار، أو يعتنقونها كلها:

  • أن جنى المال يتطلب منك أن تكون شخصاً فظاً مخادعاً مستغلاً طماعاً معدوم الأخلاق.
  • إنه لكي تصنع قدراً من الثروة يجب أن تبيع روحك وعائلتك ومبادئك.
  • إن كونك ثرياً يعني أن تصاب في النهاية بأمراض القلب والأرق، وكافة الأمراض الأخرى المرتبطة بالتوتر والضغط العصبي.
  • لكي تجني المال لا بد أن تتحول إلى وغد زنيم يضحي بعائلته وأخلاقياته وسعادته وكل شيء على مذبح الثروة.

حسناً قد يكون الأمر كذلك، لكن ليس بالضرورة، بل في الحقيقة لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك أبداً ، وهذا هو أجمل ما في الأمر فإذا كان الأمر بهذا السوء، فلا بد أنك تفعله بصورة خاطئة. إن المال متاح للجميع – (كما رأينا في القاعدة رقم 1) – لدرجة أنك لست بحاجة للعمل بذلك الجد أو أن تغير من نفسك بذلك القدر. إن الكثير من

 

الناس اللطفاء العاديين يكسبون المال الوفير – الكثير منه في الواقع إن الصورة التقليدية العتيقة لرجل الأعمال المضغوط دائماً، والذي يصرخ ملقياً بالأوامر عبر الهاتف وهو ينفخ دخان سيجاره، وفي نفس الوقت يوقع على صفقات مريبة – قد عفا عليها الزمان[1].

بمقدورك صنع المال الوفير، والاستمتاع بوظيفتك، والنوم قرير العين كذلك. فقط عليك أن تقرر أن هذا هو ما ستفعله – مهما كانت الظروف، ثم التزم بما قررت.

تذكر، إذا بدأت تواجه صعوبات في النوم أو توقفت عن الاستمتاع بمهنتك، هنا تكون بحاجة للتوقف والحديث بجدية مع نفسك.

ارجع إلى بداية الكتاب وراجع ما تعنيه الثروة بالنسبة لك.

 

 

 

 

 

 

 

ما زلت اتذكر إحدى حلقات الرسوم المتحركة عن مجلس للإدارة به العديد من المدراء الذين يطلق عليهم القطط السمان، وهنا تطل فتاة صغيرة برأسها من فرجة الباب وتقول: "المال لا يمكنه شراء ابتسامة لطيفة"، وينظر رجال الأعمال لبعضهم البعض والخجل بادٍ عليهم للحظة، ثم يزمجر رئيسهم قائلاً: "اخرجي من هنا أيتها الفتاة، من الذي يريد ابتسامة لطيفة؟ "وهنا يظهر الارتياح على وجوه الباقين ويعاودون أعمالهم.

حسناً، أنا عن نفسي أفضل أن أحظى بابتسامة لطيفة، حتى لو كان معنى هذا فقداني لمبلغ قليل من المال. إنني أود النوم قرير العين والاستمتاع بمهنتي، وأن أكسب المال في ذات الوقت، لكن لن أقايض هذا بمبادئي، كأن أقضي وقتاً قليلاً مع أسرتي أو أولادي، أو أن أهمل الجلوس تحت أشعة الشمس من حين لآخر، أو آخذ يوماً كإجازة، فبمجرد دخولي الفراش لا أفكر في المال ولا في العمل، ولا تلهيني شئون المال لدرجة أفقد معها روح الدعابة لدى، أو احتياجي للمرح، فكلها أشياء ضرورية لحياتي ، ومن الممكن حقاً – صدقني، لقد عرفت ولاحظت الكثير من الأثرياء لدرجة جعلتني أوقن أن هذا صحيح – أقول من الممكن أن تكسب المال، وفي نفس اوقت تكون لك حياة متميزة، أن تتمتع بالأخلاقيات الرفيعة والمال في وقت واحد وأن تكسب الكثير من المال، وفي نفس الوقت تظل لطيفاً قدر الإمكان. كل هذا ممكن. كل ما في الأمر أنه قد يبدو غير ممكن في بعض الأحيان، وكل هذا جزء من محاولة التخلص من اعتقاداتنا الفارغة المتعلقة بالمال.

[1] حسناً كلنا لديه نفس هذه الصورة ... أليس كذلك؟