يعتقد معظمنا أننا لن نستطيع مطلقاً تكوين أي ثروة ما دمنا نعمل لحسبا الآخرين، وأن السبيل الوحيد لتحقيق الثروة هو أن يقوم كل منا بإنشاء مشروع الخاص به، والكثير منا يعتقد أن هذه قاعدة ثابتة – فهناك حد أقصى لما يمكنك أن تكسبه فلي الساعة مقابل عملك لدى شخص آخر. ومع ذلك، هناك من الاس من ينجحون في تحقيق الثراء بهذه الوسيلة.

لا ينبغي علينا أن نتغاضى عن حقيقة أن كوننا نعمل لحساب آخرين قد يكون هو السبيل الأمثل لنا وأنه ليس بالضرورة علينا أن نقوم بإنشاء عمل خاص بنا، فهناك قطاع عريض من العاملين الذين يبلون بلاءً حسناً في عملهم. على سبيل المثال، لدي صديق يعمل في شركة تأمين ويكسب من المال قدراً كبيراً بفضل العمولات التي يتلقاها، وهو يقول إنه لن يكون أفضل حالاً على الإطلاق إذا عمل لحساب نفسه.

إن العديد من العاملين في مجال الكمبيوتر اختاروا أن ينشئوا أعمالهم الخاصة بهم لأنهم يؤمنون أن هذا سيجعلهم يكسبون قدراً أكبر من المال. والبعض حقق هذا بالفعل، لكن على حساب الاستقرار، فعندما قل حجم عملهم، وجدوا أنفسهم في حال أسوأ بكثير عما

 

 

كانوا عليه عندما كانوا يعملون لحساب الآخرين. لكن البعض وجد في إنشاء عمله الخاص الطريقة المثالية وحقق أموالاً كثيرة عن طريق إنشاء عمله الخاص.

أعتقد أنه يجب عليك أن تتمتع بعقل متفتح تجاه هذا الموضوع ولا تنساق وراء الافتراضات. قد تجعل نفسك تعساً إذا ما أجبرت نفسك على أن تنشئ عملاً خاصاً بك بالرغم من أنك لا ترتاح حيال هذا الأمر. إن الاستقرار في العمل هو على الأرجح أهم أولوياتك، وينبغي عليك الحرص عليه دون أن تشعر بضرورة أن تنشئ عملاً خاصاً بك.

والعكس قد يصح كذلك: اعلم أن العمل لحساب نفسك قد يعلك غنياً، وقد لا يجعلك كذلك. إن ما يقارب ثلثي الشركات الناشئة يفشل في خلال ثلاث سنوات. انظر حولك وسترى نماذج لأصحاب شركات صغيرة يكافحون في يأس. لا توجد ضمانا هنا. إن إنشاء عمل خاص بك من المرجح أن يجعلك تكسب أكثر، لكن هذه ليست قاعدة ثابتة. لا بد أن تعطي الأمر المزيد من البحث والتمحيص – أن

تختار المجال المناسب لك، أن يكون هناك طلب على ما تقدمه من خدمات، وأن يكون الوقت ملائماً، وأن تبذل فيه الجهد الكافي، وما شابه.

إننا لا نملك هنا الوقت أو المساحة الكافيين للخوص بالتفصيل في مميزات وعيوب إنشاء عملك الخاص. إلا أنه يمكننا القول إنه من الأسهل بكثير ومن الأمتع أن تعمل بكل جد لحساب نفسك عن أن تعمل لحساب غيرك. لكننا لا نهدف هنا إلى تحقيق الحرية في العمل وحسب، بل إلى تحقيق الثراء. لذلك، لابد أن تكون متقبلاً للوسائل التي تمكنك من تحقيق مآربك أياً كانت. هل العمل لحساب نفسك أم لحساب الآخرين؟ الاختيار يعتمد تماماً على أيهما سيجعلك غنياً. إن وظيفتك اليومية قد لا تكون هي سبيلك لتحقيق الثراء على الإطلاق...

إن السر يكمن في ألا تغلق عقلك أمام أي فرصة تسنح أمامك لتحقيق الثراء، والالتزام بوظيفتك لا يعني ألا يكون لك عمل آخر على الانترنت مثلاً أو أن تشتري شيئاً وتحافظ عليه حتى يزداد في القيمة بغرض إيجاد مصادر جديدة للدخل.