هل بمقدورك منح جزء من مالك لصديق أو لفرد من العائلة؟ بالطبع يمكنك هذا...، لكن إذا ما أردت الحفاظ على العلاقة بينكما سليم، أقترح عليك ألا تقرض المال لأحد من هؤلاء إلا إذا كنت مستعداً في داخلك ومتقبلاً لحقيقة أن هذا المال قد لا يرد لك أبداً، وهكذا إذا لم يرد لك المال- وأؤكد أن هذا هو ما يحدث غالباً – لا تشعر بأي سوء تجاه هذا الأمر. أما إذا توقعت ممن أخذ المال أن يرده لكنه لم يفعل، تخيل مدى الجرح والخذلان اللذين ستشعر بهما من جراء هذا الموقف.

اعرف فيما تفكر، إن لدي أبناء أنا الآخر. لكن أموالي ملك لهم مثلما هي ملك لي، ولهذا نلعب لعبة بسيطة تقضي بأن يطلبوا مني قرضاً وأنا أمنحه لهم، وأحياناً ما يردونه وهو ما يمثل لي مفاجأة سعيدة، لكن أحياناً أخرى لا يردون ذلك  المال وبالتالي أنسى أمره ويصير كل شيء على ما يرام. (آمل ألا يقرأوا هذا وإلا حاصروني بطلباتهم لدرجة لا أجد معها فكاكاً).

وأنا أقدرهم وأقدر علاقتهم بي ولا أريد أن يحدث بيننا أي خلاف بسبب شيء تافه مثل المال بينما هناك العديد من الأشياء الأخرى الأهم التي يمكن لنا أن نختلف بشأنها.

إذا ما أقرضت صديقاً بعض المال ولم تسترده، اعلم أنك بهذا تخسر ما هو أكثر من مجرد المال – حيث تفقد الصداقة كذلك، وسوف يشعر ذلك الصديق بالحرج لأنه لم يرد الدين لك وهكذا لن يأتي ليزورك مطلقاً، والنتيجة هي نهاية الصداقة بينكما.

انس أمر الدين تماماً، وسوف تسعد لرؤية هذا الصديق وسرعان ما سينسى هو الآخر الإحراج ويعتبرك شخصاً لا مثيل له.

وبالطبع في مقدورك ألا تفعل أي الخيارين، وترفض من البداية أن تمنحه المال (انظر القاعدة رقم 93)، أو أن تمنحه المال لكن بصورة أكثر ملائمة لكليكما (وسنرى هذا في القاعدة رقم 94).

لقد قرأت مرة على إحدى مدونات الانترنت قصة عن ذلك الشاب الذي أقرض شريكه في السكن 350 جنيهاً – وهو ما قد يعد مبلغاً تافهاً – لكن لم يتم سداد هذا الدين قط، ولقد سأل العديد من أصدقائهما المشتركين إذا ما كانوا قد أقرضوا شريكه في السكن من قبل

وأجاب الجميع بالإيجاب، وقالوا إنه رد لهم الدين كذلك، وبالطبع حدث بينه وبين صديقه خلاف كبير – على الرغم من أنه عرض عليه سداد الدين على صورة خمسين جنيهاً كل شهر. والأسوأ من هذا هو أنه تشاحن كذلك مع هؤلاء الأصدقاء المشتركين لأنهم "شجعوا" صديقهم هذا على موضوع الاقتراض.

وكانت النصيحة المقدمة في المدونة هي الإبلاغ عن ذلك الصديق ومقاضاته، لكن أعتقد أن صاحب المال لن يرى ماله ثانية وسيتكبد العديد من النفقات القانونية كذلك. الأفضل من هذا أن يبتلع الأمر بكل أريحية. أنا أعلم أن هذا المبلغ كبير من وجهة نظره لكن الإنسان لا يتعلم شيئاً إلا بثمن غال، بل اقترح البعض أن "يتحفظ" صاحب المال على ممتلكات صديقه حتى يفي بالدين ... إلخ، لكني مصر على رأيي، تقبل الأمر بنفس راضية لكن لا تقدم عليه مجدداً.