العلاقة بين السكري والكولسترول:

سنتناول في هذا الجانب أدوية خفض ضغط الدم، وتأثيرها على السكري، وأي منها مناسب لعلاج مريض السكري. فكما هو معروف، فإن مرض السكري يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب مرتين إلى أربع مرات عن الشخص غير المصاب بالسكري. بالإضافة إلى جعل المريض أكثر عرضة للإصابة بأذى في الكليتين، لذلك من الضروري السيطرة على ضغط الدم عند المستوى المطلوب لمنع حصول أذى للكليتين وبالتالي الوصول إلى المراحل النهائية من تلف الكليتين.

تصنيف داء السكري:

هنالك تقسيمات مختلفة للمرض، فبعض الأطباء يتحدثون عن تقسيمات وتسميات مختلفة منهم من كان يقسم المرض إلى نوع أو نمط يصيب صغار السن، ونمط يصيب كبار السن أو الكهول.

بصفة عامة فإن البول السكري يصنف إلى قسمين رئيسيين (راجع جدول تصنيف داء السكري).

١- النوع أو النمط الأول: أو النوع الذي يصيب الأطفال واليافعين ويشخص قبل سن ۳۰ عاما، وهذا غالبا يعتمد على الأنسولين Insulin Dependent Diabetes Mellitus أو اختصار IDDM ، وسببه في الغالب وراثي وهو مسؤول عن ۱۰-۱۵٪ من جميع حالات داء السكري، ويعتبر أشد خطورة ويحتاج إلى عناية خاصة. يتصف هذا النوع بضآلة إفراز الأنسولين الداخلي أو غيابه، لذلك يتعرض هؤلاء المرضى لحدوث المضاعفات الحادة للسكري، مثل كثرة التبول والعطش والنهم وحموضة الدم الكيتونية ketoacidosis أو حموضة الدم الديابيتي diabetic acidosis وهي حالة غير سوية تقل فيها قلوية الدم أو تكثر حموضته بسبب إحدى النتائج الثانوية لعملية أيض المواد الدهنية التي تولد مواد اسيتونية acetone substances أو أجسام الكيتونات ketone bodies وتؤدي بالتالي إلى حالة غيبوبة سكرية diabetic coma قد تكون مميتة. ولمنع حدوث حموضة الدم الكيتونية والموت يلزم الإعاضة بالأنسولين الخارجي. قبل اكتشاف العلاج المناسب بواسطة الأنسولين والحقن الوريدية الأخرى كانت حالة حموضة الدم Acidosis تعتبر السبب الرئيسي لحالات الوفاة بين المصابين بداء البول السكري.

من أسباب ذلك قد يكون إصابة الشخص في الصغر بأمراض تؤثر على البنكرياس كالأمراض الفيروسية والنكاف أو وجود حالات من الحساسية ضد خلايا البنكرياس بحيث يعاملها الجسم على أنها أجسام غريبة فيحطمها وبعض الحالات وجد فيها نقص أو خطا في بعض الجينات أو المورثات بحيث لا تستطيع خلايا البنكرياس إنتاج الأنسولين. هذه الحالات يجب أن تعالج بالحمية الغذائية ويجب إعطاء المريض حقن أنسولين.

   إن ذروة بدء النمط الأول للسكري بين عمر ۱۱ و ۱۳ سنة وتتواقت مع بدء البلوغ، لكنه قد يبدأ في أي عمر بما فيها الشيخوخة. يكون المريض عادة تحية أو سوي الوزن.

۲ - النوع الآخر: والمعروف بالنوع أو النمط رقم اثنين، أو الذي نراه يصيب كبار السن أكبر من 30 عاما، وغالبا لا يعتمد على الأنسولين NIDDM.  Non-Insulin Dependent Diabetes Mellitus والسبب في هذا النوع هو نقص في إفراز الأنسولين استجابة للجلكوز أو في فعاليته (مقاومة الأنسولين (insulin resistance بسبب خلل في مستقبلات الأنسولين أو نقص عددها أو بسبب خلل في تمثيل السكر داخل الخلايا يمنع حرق السكر بداخلها بشكل طبيعي، وعادة يتم علاجه بالحمية الغذائية، أحيانا يحتاج المريض بعض العقاقير التي تعطى بالفم للسيطرة على ارتفاع مستوى السكر في الدم، لهذا سمي هذا النوع بالنوع الذي لا يعتمد على الأنسولين. كثير من المرضى بهذا النوع من داء السكري يكونون سمينين، وبتنزيل الوزن يمكن عمل موازنة بين كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس عندهم وكميات الغذاء الذي يتناولونه، وبالتالي يكون علاجهم سهلا نسبيا. وقد لا يحتاجون لإعطائهم أية علاجات غير الحمية الجيدة وإنزال الوزن للحدود العادية بالنسبة لطولهم.

يتصف هذا النوع بغياب الأعراض الحادة لداء السكري إلا في حالات الارتفاع الشديد في نسبة السكر بالدم. لذلك يجب على من هو معرض للإصابة بهذا النوع مداومة الكشف الدوري على نسبة السكر بالدم سنويا.