إن الدور الذي يجب علي الزوج أن يلعبه في الحياة ليس دوراًً سهلاً؛ فإن عليه التزامات محددة وقيود عديدة، وكثيراُ ما يتحير الأزواج ويتساءلون عن السبب الذي أدى الإخفاق في الحياة الزوجية. سيساعدك هذا الكتاب الصغير المتضمن في متنه نصائح للأزواج علي تجنب الأخطاء والزلات؛ لأنه يلخص السلوك القويم الذي يجب أن يسلكه الزوج. نصيحة من رجل متزوج إلي بقية الرجال المتزوجين لا تغفل أبداً عن حقيقة أن الرجل بمجرد أن يتزوج فإن خير ما يمكن أن يفعله هو أن يحسن استغلال الظروف أحسن استغلال، فإن كان لزوجته هفوات، ينبغي أن يحاول أن يغض طرفه عنها؛ فهو كذلك ليس إنساناً كاملاً تماماً بلا نقائص. لا تسمح لنفسك بأن يتكون داخلك شعور باللامبالاة تجاه زوجتك؛ فقد كنت لا ترى إنساناً في العالم غيرها، وهي لا تزال الإنسانة نفسها، وبقدر بسيط من التشجيع من جانبك سيكون له مفعول السحر ويقربكما من بعضكما مرة أخري. وبالطبع، يجب ألا تنتظر من زوجتك أن تكون مثالية بلا عيوب؛ فلا توجد زوجات مثاليات ولا أزواج مثاليون، بل إن الكمال سيبعث علي السأم في حياتكما الزوجية، إن كان له وجود من الأساس؛ لذا لا تعول كثيراً علي حقيقة أن زوجتك لها أخطاؤها. ولا تكن السيد والحاكم بأمره لزوجتك. قد تكون الاثنين بالنسبة لها، ولكن لا تريد أي زوجة لهذا الأمر أن يكون حقيقة واقعة جاثمة علي حياتها، وحتي إن كانت تريد أن تكون أنت سيدها والحاكم بأمره لها،  فستفضل أن تطلق علي هذا مصطلح "التعاون" بينكما.   إن كنت تود أن تكون زوجتك شريكة حقيقية لك في الحياة، وأن تهتم بما تقوم به كله، لا تجعلها بمنأى عن أحداث حياتك. أخبرها بالأماكن التي ستتوجه إليها وما شاهدته اليوم وما قمت به؛ فإن بدأت تشعرها أنه يجب عليها ألا تتدخل في أمورك، فستفقدان تقاربكما من بعضكما تدريجياً. لا تكن من تلك النوعية من الأزواج الذين لا يملكون وقتاً لزوجاتهم، فإن كنت تعمل طوال اليوم وتخرج في المساء وحدك، ستشعر هي بعذاب لا يطاق؛ وسينسل حبك من قلبها؛ وستكون أنت الذي يشكو من أن حبها لك قد جف. حاول أن تشارك زوجتك في ممارسة أحد الأنشطة التي تحبها، وحينها سيكون باستطاعتكما أن تمضياً معاً بعضاً من وقت فراغكما. لا تنظر أى زوجة إلي الأمور من وجهة النظر نفسها التي ينظر بها زوجها؛ فهي لها وجهة نظرها الخاصة بها، ولزوجها وجهة نظره الخاصة هو أيضاً؛ لذا، إن كنت ترى أمراً من الأمور علي أنه سيء، فلا تندهش إن قالت عنه زوجتك إنه أمر بديع، وعلي أية حال، لا تثر ثائرتك لأمر سخيف تقوم به. عليك أن تتقبل اختلافاتها في الرأي فحسب. لا تقل لزوجتك أموراً لا ترقي إلي مستوي الصدق، وهي التي إن أردنا الصراحة سميناها أكاذيب؛ فللمرأة حدس صائب دائماً يمكنها من اكتشاف أي ميل – ولو يسيراً – عن الحقيقة، ورغم أنها قد تنجرف أحياناً إلي ذكر الأكاذيب، إلا أنها تزدري الرجل الذي يتفوه بها؛ فالكذب بالنسبة لها يكون علامة علي الضعف، والمرأة تري أن الضعف في الرجل جريمة لا تغتفر. لا تدع زوجتك تأخذ عنك انطباعاً أنك تشعر بالتفوق عليها لأنك رب الأسرة الذي يجلب المال، فإن أخذت عنك هذه الفكرة، ستعتبرك معيباً؛ فرغم كل شيء فإن معرفة كيفية الطهي لا تقل أهمية عن معرفة كيفية العمل في الوظائف المكتبية؛ فالعناية بشئون المنزل ليست بالأمر اليسير؛ فقد تكون مرهقة بعض الشيء في بعض الأوقات. وعلي ذلك، فإن كانت زوجتك تجيد الطهي وحياكة الملابس فلترفع قبعتك تحية لها. وبمناسبة الحديث عن المال، قل لزوجتك كل شيء متعلق بأموالك ولا تُخف عنها الأرقام. كنا نعرف فيما مضي زوجاً لا يطلع زوجته أبداً علي مقدار ما يكسبه من مال، وكان هذا الشخص الساذج دائماً ما يشكو من أن زوجته لم تساعده أبداً علي الادخار، وأني لها أن تساعده في حين أنه لا يسمح لها أبداً بمعرفة أي شيء عن موقفه المالى؟ لا تكن زوجاً متصيداً للأخطاء. بالطبع، ينبغي توضيح الأخطاء في بعض الأحيان؛ لأنه بالقطع لا توجد زوجة مثالية؛ فالتغاضي عن الأخطاء مفيد جداً في أغلب الأحيان، ولكن عندما يتحتم عليك حقاً أن تذكر خطأ ما لها، انتق الوقت الذي تحدثها فيه بشأن هذا الأمر بحكمة، فإن مرت زوجتك بيوم عصيب، أرجيء هذه "المحاضرة السرية" لوقت آخر. وإن كنت في حالة مزاجية سيئة، وأغلبنا يعانون شيئاً من هذا القبيل، فلتخبر زوجتك بهذا، فإن كانت زوجة حصيفة، ستقوم بأمر من اثنين: إما أن تدعك تتصرف دون أى تدخل فيما تفعل، أو أنها ستحاول أن تخرجك من هذه الحالة بكل السبل؛ فالحل الأول سيحرمك من فرصة التنفيس عن مشاعرك، والحل الثاني سيكشف لك عن أن زوجتك جوهرة مكنونة. وعلي كل الأحوال، أفصح لها عندما تكون في حالة مزاجية سيئة ولا تدعها تكتشف ذلك بنفسها. إن لم تعد زوجتك تهتم بزينتها، لا تلمها؛ فهي لن تفكر في التزين إن كنت من ذلك النوع الأزواج الذي لم يعتد أن يجاملها عندما تكون في كامل زينتها. فما يجول في خاطرها هو أنك لم تلحظ أبداً ملبسها؛ لذا فلم تهتم؟ لا تقل لزوجتك إنك تحبها كثيراً، ثم تعاملها بشكل غير آدمي. الزوجة تفضل ألا تقول لها شيئاً علي الإطلاق، وأن تعبر عن إعجابك بها فعلياً. وبالطبع، أغلب الزوجات لا يعترضن علي أن يقول أزواجهن لهن ذلك، إن كانت تصرفات أزواجهن تدعم القول. وحتي حينها، لا يردن أن يسمعن هذا القول أكثر من اللازم. وستسوء الأمور بشكل بالغ إن لم تظهر الفرحة في عيني الزوجة، عندما يدخل عليها زوجها بهدية بسيطة ما غير متوقعة؛ فلا تنس أن تهديها باقة ورود أو علبة حلوى أو زجاجة عطر أو أي شيء آخر متميز لزوجتك من حين لآخر. ولا تخش الاعتراف بالحقيقة، عندما تكون مخطئاً؛ فإن توجهت إلي زوجتك وقلت لها: "كنت مخطئاً مساء أمس، أنا آسف"، ستنظرلك باحترام علي أنك رجل قوى، وهذا يعني الكثير للمرأة. لا تحاول أن تتحكم في اختيار زوجتك لصديقاتها. ثق بقدرتها علي اختيار صديقاتها بحكمة – حتي إن كنت غير مقتنع بجدارتهن لصداقتها؛ فإن تدخلت في هذا الأمر، فلن تجني سوى غضبها ثم ستتعنت، وهذا هو الطريق المؤدى إلي الشجار العلني. لا تكن الزوج الذي يعامل زوجته بخشونة، فأغلب السيدات يتمتعن برقة لا يربو إليها الرجال، والزلات في مثل هذه المنطقة تسبب لهن صدمة فظيعة. لا تكن ذلك الزوج عتيق الطراز الذي لا يتمتع بأى جديد في تفكيرة؛ فستكون صدمة كبيرة جداً للزوجة التي تنظر لزوجها علي أنه الفارس الذي يرتدي درعه اللامع عندما تدرك أنه من النوع الكئيب من الأزواج الذي ليس له أهداف أو طموحات. اكتسب الحماس للقيام بأمر من الأمر التي تهتم بها زوجتك؛ فسيساعدكما هذا كثيراً. كثيراً ما يكون الأقارب سبباً في الكثير من الشقاق بين الزوجين، ويجب حينها أن تتمتع بكثير من الحكمة، في التعامل مع مشكلات "الأصهار" فعلي سبيل المثال، لا تكن متعنتاً عندما تزوركم والدة زوجتك، ثم تنتظر من زوجتك أن تكون باسمة الثغر مقهقهة الضحكات عندما يحين دور والدتك في الزيارة؛ فقد تكون والدتك في مقدار لطف والدتها بألف مرة، ولكن هل سترى زوجتك هذا؟ وعندما تغادر حماتك وتتنهد زوجتك في ارتياح، لا تقلد فعلها. كن سلبياً تماماً حول هذه الفعلة؛ ففي الحين الذي تكون فيه مشكلات بين زوجتك وبين أقاربها، ستستاء كثيراً إن شاركت في الأمر؛ فهذا أمر يخصها وحدها، ولا يخصك أنت. كما أنه لديك أقاربك لتفكر فيهم؛ فقد تكون أخواتك، علي سبيل المثال، لطيفات تماماً. فإن كان كذلك، دع زوجتك تكتشف هذا بنفسها، ولا تقل لها إنهن يملكن كل الفضائل؛ وبالطبع لا تلق لها بهذا الكلام كما لو كنت تعيب فيها، فإن فعلت ذلك، فستبدأ في كراهيتهن، وسيكون الخطأ في الأساس خطأك أنت. ولا تتذمر لأن زوجتك تصر علي الحديث مراراً وتكراراً معك عن توافه الأمور التي حدثت في اليوم الذي انقضى؛ فقد تكون متعباً ولا تود أن تزعج نفسك بما فعله صبي الجزار أو ما قالته الجارة؛ ولكن انظر للأمر من وجهة نظر زوجتك، فإن كان هذا هو كل ما لديها لتفكر فيه، فقد حان وقت اصطحابك لها لتشاهدا معاً فيلماً بالسينما أو تذهبا للمسرح، وبذلك تقدم لها شيئاً كي يملأ الفراغ الذي تعيش فيه. وفي النهاية إن كنت تتساءل أيهما أفضل: أن توفرا المال لشراء سيارة وتودعها بالجراج أم أن توفرا من أجل إنجاب طفل وتربيته، لا تتردد في اختيار الخيار الثاني. فلن ترضى نهم الإعجاب بالسيارات؛ ولكن من أجل تحقيق هدف حقيقي في الحياة؛ فإنجاب طفل يحقق لك هذا الهدف.