فيما يتعلق بما ستتعلمه، يجدر بنا أن نتأمل المبادئ الثلاثة: المبدأ الأول هو التعزيز. ستصادف أفكارا أنت تستخدمها بالفعل. حسنا.

فكما ترى، ما زال أندي موراي يتدرب على التنس. هو يعزز مهاراته باستمرار. وهذه صفة عظيمة لتمتلكها، وائما تعزيز ما تعرفه بالفعل من قدرات أو مهارات أمر يستحق بذل الجهد في سبيله.

المبدأ الثاني هو التذكير، فربما تكون قد صادفت بعض ما سنستكشفه من قبل، لكنه شيء يجب أن تتذكره. وهو ليس شيئا تستخدمه في تواصلك، على الرغم من أنك ربما تكون قد سمعته من قبل. وهدفي من تذكيرك هو ضمان أن ما تعرفه يتحول إلى تغيير حقيقي في كيفية تواصلك مع الآخرين- والمبدأ الثالث هو الكشف . مهما كنت متمرسا، أنا أعتقد أن بعضا مما أنت على وشك أن تستكشفه سيكون جديدا بالنسبة لك. ستكتشف بعض الرؤي الجديدة والأفكار التي لم تفكر فيها من قبل.

كيف تم تأليف هذا الكتاب

فيما يتعلق بأسلوبي في الكتابة، أعتقد أنه من المنصف قول إن أسلوبي تابعت "فيكي" بحماس واضح بينما كانت تعيش التجربة مرة ثانية: حسنا، إذا كنت صبورا بما يكفي، كان يمكنك الانتظار حتى النهاية لتحصل على صورة لك مع الميدالية الأوليمبية.

هذا رائع يا فيكي، لكن هل يمكنني أن أطرح عليك هذا السؤال، ما الشيء الرئيسي الذي خرجت به من هذا العرض؟

ترددت "فيكي" لوهلة قبل أن ترد في النهاية: هذا سؤال صعب. لا أستطيع أن أتذكر بالضبط، لكنني أعرف أنه كان جيدا جدا شغل هذا الأمر تفكيري. فكم عدد المرات التي نستمع فيها إلى رسالة ما ثم سرعان ما ننساها؟ أحيانا ما يكون هذا مقبولاً إذا كانت رسالة المتحدث مقصودا منها أن تسلي الجمهور فقط. لكن ماذا لو لم يكن الأمر كذلك؟ ماذا لو كانت لديك رسالة مهمة لتوصلها وتحتاج إلى أن يتذكرها الناس؟ المشكلة تكمن في أننا غالبا ما ننشغل بالتركيز على ما سنقوله إلى حد أننا لا نأخذ وقتا للتفكير في الكيفية التي نقوله بها بطريقة تجعل الناس يتذكرونه.

ليس التحدي الذي تواجهه كمتحدث أن مدى انتباه جمهورك قصير بالضرورة " وإنما أن انتباههم محاصر بعديد من الرسائل ووسائل الإلهاء التي تصرخ في وجوههم قائلة: استمع إلي، انتبه إلي. فالاعتقاد أن قول شيء ما مرة واحدة بطريقة يمكن أن تكون غير مشوقة، يمكن أن يتم تذكره من قبل الناس هو، مع الأسف، انعكاس إما للسذاجة أو الغطرسة، أو ربما تكون مزيجا من الاثنين.

يعرف المعلنون أنهم بحاجة لجذب انتباهك ومن ثم ينقلون رسالتهم بطريقة يصعب نسيانها؛ ففي النهاية، ما الهدف من قيام مؤسسة ما بالاستثمار في مجال الإعلان إذا كنت بعد ذلك لا تستطيع مجرد أن تتذكر هدف رسالتهم؟
هم يعرفون أن جذب انتباهك هو مجرد البداية. وبعد ذلك هم يحتاجون إلى أن تتذكر رسالتهم. وهذا أمر ضروري لكي نتذكره بصفتنا متواصلين.

هل سمعت من قبل العبارة القائلة: لن يتذكر الناس ما قلته، لكنهم سيتذكرون كيف جعلتهم يشعرون ؟ شخصا، أنا أرى هذا تنصلاً من المسئولية. ماذا لو أنه حينما نتواصل مع الناس، يكون هدفنا أن يتذكروا كيف جعلناهم يشعرون إضافة إلى ما قلناه؟

 إليك الخلاصة:

كانت الأولوية عند ستيف جوبز أن يجعل رسالته تعلق في الذهن ولا تنسى؛ ولهذا السبب، كان إذا أراد منك أن تتذكر شيئا ما، يردده مرارا وتكرارا. لماذا؟ لأن التكرار يساعد على التذكر. سأقولها مرة أخرى - التكرار يساعد على التذكر. لم يكن يتضايق إذا قال الناس: ستيف، لقد ذكرت هذا  مسبقا . إنه كان يعرف ذلك. لكنه وبشكل بديهي كان يعرف ما يلي:

إن التكرار هو إحدى الوسائل للقيام بذلك. وسنستكشف كثيرا من الطرق الأخرى خلال صفحات الكتاب، لكن دعني أتشارك معك أحد الأساليب التي استخدمتها لجعل رسالتي تعلق ولا تنسى - استخدام لغة تصويرية وغير مألوفة. والسبب؟ حسنا. الحقيقة هي: كلما استمع الناس إلى عبارات مستهلكة ومألوفة تماما بالنسبة لهم، صارت هذه الكلمات، بمعنى مجازي، تدخل في إحدى الأذنين وتخرج من الأخرى -لذا، على سبيل المثال، في كتابي (SUMO ( Shut Up , Move ON استعرضت عددا من مبادئ مصارعة السومو. إليك كيف كان يمكن أن

تصاغ بها هذه المبادئ، إذا عبرت عنها بشكل مألوف:

1 . تحمل المسئولية.

  1. تحل بتوجه إيجابي.
  2. حدد أهدافا.

غير أن اللغة التي استخدمتها لوصف كل مبدأ صيفت بأسلوب غير مألوف:

  1. غدر قميصك.
  1. طور أسلوب تفكير فعال.

3 ٠ تجرأ على أن تحلم بما تريد٠

إليك الخلاصة؛

إليك طريقة أخرى استخدمت من خلالها الإستراتيجية المذكورة بالأعلى لكي يتم تذكري.

اسمي هو بول ماكجي . أعتقد أنك ستوافقني على أن هذا الاسم لا يوجد به ما يجعله مميزا. ظهوري في وسائل الإعلام يحدث على فترات متباعدة في أفضل الأحوال، وبالمقارنة مع أشخاص يعملون في عالم التحدث التحفيزي؛ فقصة حياتي تعتبر عادية وغير مثيرة.

لكن اسمي التجاري - رجل السومو - يجعلني قابلاً للتذكر؛ فهو يجذب اهتمام الناس، ويكون صورة مرئية ويثير الاهتمام، ألا توافقني؟ الحقيقة هي أنني لا أرتدي زي مصارعي السومو، ولا أدور على خشبة مسرح وأنا أرتدي حزاما جلديا كبيرا. وهو ما قد يخيب أمل البعض، ولكنه على الأرجح سيكون مصدر راحة للكثيرين. في أي من الحالتين، اسمي التجاري لن ينسى. كما أن شرح كلمة سومو SUMO هي مجرد اختصار معناه(Shut

 p, Move ON) بمعنى (اصمت، تحرك للأمام) أو اختصار معناه ( Stop, Understand , Move ON) في بعض الأحيان بمعنى(توقف، افهم، وتحرك للأمام) أيضا يجعل اسمي قابلاً للتذكر. هي كلمات قصيرة وبسيطة (في الحقيقة، هي الكلمات التي استخدمت في أغلب الأحيان لوصفي). لكن لأنها قصيرة وبسيطة، وأيضا مختلفة ولا تنسى، فإنها تعلق بأذهان الناس.

والآن استرخ. أنا لا أقترح أن تبتكر طريقة غريبة أو سخيفة لتوصل رسالتك.
أنا ببساطة شاركت إستراتيجية مفيدة بالنسبة لي. ستتعلم أشياء أخرى أكثر، لكن برغم أن السياق الذي تتكلم فيه من المحتمل أن يكون مختلفا تماما عن السياق الخاص بي، ربما تود أن تبدأ التفكير في كيفية استخدام لغة غير مألوفة قليلاً للتعبير عن فكرة مألوفة.

في الترجمة. هذا الأمر يحدث أحيانا. لكن يوجد سبب آخر، فأحيانا ما تضيع رسالتنا في وسط المعلومات. بمعنى أخر، فإننا ننقل تفاصيل كثيرة جدا لدرجة أنه يكون من الصعب على الناس أن يستوعبوا كل شيء، ناهيك عن تذكره.

ينتج عن إغراق الناس فى التفاصيل إرهاق عقول جمهورنا. حينما يحدث هذا له تكون حرفيا قد دفنت الكنز الموجود بداخل رسالتك في محيط من التفاصيل، ويضيع مقصدك الرئيسي في البحر. وحينما يحدث هذا، يمكن للناس أن يشعروا بأنهم مرهقون ذهنيا، وتنتشر في كل أنحاء الغرفة سلسلة من التثاؤب.

اعترف. لقد حضرت اجتماعات من هذا النوع، أليس كذلك؟ أنا شخصيا حضرتها- منذ سنوات قليلة، كنت أحضر مؤتمرا في أورلاندو، فلوريدا. ومنح أحد المتحدثين مدة عشرين دقيقة للتكلم عن القيادة. وتصادف أنه ألف كتابا عنوانه The Twelve Laws of Leadership فجلست مترقبا....