وهي تعد واحدة من أقوى الميول والاتجاهات لدى مخك، وهي ما تسمى كذلك بالوضع المستتب - أي الرغبة في البقاء بالمكان والحيثية اللتين تكون عليها دون رغبة في التغيير. وسنناقش ذلك بتفصيل أكبر فيما بعد، ولكن لتعلم أن مخك يرتبط بدرجة عالية بالحياة من حولك، ومن المتوقع أن يكون ذلك أمراً طيباً للمحافظة على كونك على قيد الحياة.. قد لا ترغب في المكان الذي أنت عليه حالياً، ولكن الحقيقة تكمن في أن تلك الحيثية الحالية لم تقتلك بعد.

وكنتيجة لذلك، يمكن اعتبار مخك منطقة آمنة، وأنها ستقوم بكل أنماط الأشياء الغريبة لتحفظ وجودك. هل عرفت من قبل شخصاً ما فقد الورقة المالية ذات العشرين جنيهاً نفسها أربع أو خمس مرات؟ أو هل عرفت شخصاً له علاقة مع شخص ما أخر أكثر من مرة؟ كل هذه نماذج للثبات أو وضع الاستتباب الذي نركن إليه في حياتنا، أو ما يشبع بيننا بمصطلح منطقة الراحة (أي يقصد المؤلف استئناسنا بما نألفه ونعتاده- المترجم).

هذا هو الخبر السيئ لأنه ليس هناك نمو يحدث في منطقة الراحة أو الثبات.
إن المكان الوحيد الذي يحدث فيه ذلك التطور والنمو، لابد أن يكون خارج منطقة ثباتك أو راحتك... وأنا أعشق أن أعبر عن ذلك .

لابد أن تركز على التعامل مع منطقة راحتك، إذا رغبت في أن ترى ملامح تغيرك الدائم؛ لأن ذلك التعامل يدفعك " بصورة متزايدة ومضمونة " إلى أن تكون وقودا في التعامل مع أحداث حياتك.

الأخبار الطيبة ونظرا لأنني الآن مقتنع بأنك يمكن أن تكون ملتصقاً للأبد بالحيثية التي أنت عليها (قدر استطاعتك)، فإنه يتعين عليك أن تستوعب جيداً أن هذا ليس قدرك؛ إذ إن لديك بالتأكيد القدرة والطاقة لأن تتحرك، وأن تنقل منطقة راحتك (ثباتك) إلى أي مكان آخر، ترغب فيه. وفيما يلي السبب في ذلك: (سواء أدركت ذلك أم لم تدركه، فإن منطقة راحتك هي شيء اخترته أنت وحدك لقد تم اختيارك لهذه المنطقة بصورة لا واعية، ولكنك - على أية حال- اخترتها. وهذا أمر مشجع، لأنه يعني- بشكل أو بآخر- أنك تتحكم في اختياراتك، ومن ثم يمكنك بصورة واعية- ألا تختار منطقة راحتك الحالية، وأن تتخير منطقة أخرى بشكل مختلف. والجزء الأفضل في ذلك هو أنه بمجرد أن تقلل منطقة راحتك، فإنه يمكنك - بصورة دائمة- إعادة ضبط مؤشرك الداخلي إلى مستوى أعلى، مما يجعلك تكتسب الالتزام والتعليم ومساعدة بسيطة من خارج ذلك، وبصورة مطلقة/ مؤكدة، يمكنك - بالفعل- القيام بذلك).

الأخبار الطيبة بالفعل، هي: التغييرات البسيطة تحدث فارقاً هائلاً أنت لست بحاجة إلى أن تكون أفضل بنسبة 155% لترى تحسناً بنسبة

٦%؛ بل أن كل ما تحتاجه هو أن تكون أفضل قليلاً عما تكون عليه.

هناك مفهوم معروف في الرياضة يسمى "حد الفوز"، والذي يعني أن تغييراً بسيطا في المكان الصحيح يحدث فارقاً هائلاً في النتيجة النهائية.

في لعبة الجولف، يؤدي اختلاف لمسافة ملليمتر واحد في زاوية رأس الملعب، إلى وجود فارق بين منتصف الطريق إلى الهدف و أنك لا تستطيع أن تعثر على الكرة.

وفي سباق الخيول، غالباً ما يحدث أن يفوز الحصان الرابح للمسابقة بمسافة أنف عن الحصان الثاني، ولكن هذه الثانية الحاسمة من الزمن عادة ما تعادل أضعاف قيمة ما خصص للجائزة من أموال. في المبيعات، يمكن لهذه الاختلافات الدقيقة للغاية أن تؤدي إلى حدوث فروق بين المنافسين، من حيث أن تحصل على كل المزايا والمكافآت أو لا تحصل على شيء مطلقاً.

لذا، أحفظ جيداً ذلك الأمر- التحسينات البسيطة في المكان المناسب من حياتك سوف تمنحك تحسينات هائلة في النتيجة النهائية التي تتحصل عليها.
وفيما يلي بعض الأمثلة، من خلال تجارب ومواقف، رأيتها مع عملائي:

  • مدير تنفيذي يحدث تغيراً بسيطاً في كيفية جدولة أسبوع عمله، ويحقق ربحاً لشركته، التي تعاني من تراجع مستواها، يصل إلى 125.000 ألف دولار٠
  • بنكية محترفة تقوم بتغيير شيء واحد فقط، فيما يتعلق بالكيفية، التي تبدأ بها يومها وتضاعف دخلها ثلاث مرات في غضون ستة أشهر.
  • رجل مبيعات يركز - ببساطة- انتباهه إلى الأعمال التي ينوي القيام بها، وتأتي النتائج خارقة للعادة ومبهرة للجميع.
  • معلم يقوم بتطبيق أبسط مفهوم ممكن في القراءة بذكاء ووعي، ويستطيع تلاميذه (طلبته) الانتقال من عدم استيعاب أي شيء تقريبا لما كان يقرؤه عليهم إلى الفهم الكامل تقريباً له.

أساس التعلم الأول: قدرتك على الاستدعاء الفوري للذاكرة

 

الفصل الأول اكتشف قوة ذاكراتك

وكما ذكرنا في المقدمة, فستتناول الفصول الستة الأولى موضوع الأساسيات الأولية في قدرتك على التعلم واستيعاب واسترجاع المعلومة التي تحتاجها لتطورك. في هذا القسم, سندرس كيفية التعلم على النحو، الذي يجعلك تستخدم عقلك بالطريقة المناسبة. لنبدأ بأكثر الموضوعات شهرة، والتي تقوم شركتي بتدريسها: موضوع كيفية تطوير ذاكرتك.

فكر للحظة في الطرق المتعددة التي تستخدم فيها ذاكرتك يوميا. إن كنت لا تستطيع أن تجيب, فحاول الإجابة عن هذا السؤال: ماذا يمكنك أن تفعل إذا
فقدت ذاكرتك كلياً؟”

الإجابة هي لا شيء , ولدنا نحن وجئنا إلى هذا العالم بجهاز عصبي لا إرادي؛ لذلك فالتنفس وضربات القلب وغيرها من الوظائف الجسدية تعمل بشكل سليم. ولدينا أيضاً ردود أفعال لا إرادية فمثلاً: حين يضربك الطبيب في ركبتك بذلك الشاكوش المطاطي ليرى انقباض عضلاتك، هذا هو كل ما في الأمر، كل شيء آخر في حياتك مكتسب حتىالأشياء الأساسية مثل معرفتك لأسمك، أو كيف تأكل تعتبر سلوكيات مكتسبة؛ لذلك فإن كل شيء في حياتك يتطلب استخدام الذاكرة. انتقالاً إلى حياتك اليومية، فقد سألنا الحاضرون في ورشتنا هذا السؤال:

في أي شيء في حياتك تشعر أن الذاكرة المتطورة ستساعدك لتصبح أكثر فاعلية وإنتاجية وتقلل من حدة التوتر؟

إليكم بعض إجابات الدارجة التي نسمعها من المتخصصين:

  • أتمنى لو كان بإمكاني تذكر أسماء الأشخاص أفضل من ذلك.
  • أتمنى لو كنت استطيع تقديم العروض، دون النظر للملاحظات.
  • أتمنى لو كان بإمكاني تعلم ثقافة المنتج بشكل أسرع.

“ أتمنى لو كنت أستطيع تذكر تواريخ وأوقات المواعيد. وبالنسبة للطلاب، فقد نسمع إجابات، مثل:

  • أتمنى لو كان بإمكاني تذكر كلمات اللغات الأجنبية.
  • أتمنى لو كنت أستطيع تذكر الصيغ والمعادلات الرياضية.

“ أتمنى لو كنت أستطيع تذكر أشياء كديباجة الدستور، وكل أسماء الرؤساء والولايات والعواصم.

  • أتمنى لو كنت لا أصاب بالفزع كثيراً وقت الاختبارات.

يمكنني أن أكمل الحديث لفصلاً كاملاً حول كل الطرق، التي نستخدم فيها ذاكرتنا كوسيلة لمواصلة الحياة، ولذلك أقدم لك خبراً سيسعدك: لا يهم أبداً أين تود أن ترى التطور في ذاكرتك، أو في أي من مجالات التعلم, فإنك وبلا شك لديك القدرة على تحقيق ذلك.

أكد بحث مهم في الوقت الحالي أن ذاكرتك في الحقيقة مثالية, أنت لا تنسى شيئاً مطلقاً. سيقول بعض منكم الآن في قرارة نفسه حسناً يا روجر، لم أعد أفهم شيئاً مما تقول، فأنا أشعر أنني أنسى الأشياء طوال الوقت. فما الذي يجعلني أشتري هذا الكتاب في المقام الأول؟ . أنا أفهم هذا الإحساس تماماً وأدرك لماذا تشعر هكذا، لكن في الحقيقة، كل شيء في حياتك، ككل كتاباً قرأته وكل حديث خضته وكل شخصاً قابلته هو في الأساس مسجل في عقلك. التحدي الحقيقي هنا ليس في الذاكرة نفسها، وإنما في التذكر مثالاً على ذلك: تذكر أخر مرة قابلت فيها شخصا تعرفه(وكنت على دراية أنك تعرفه) لكنك لم تستطع تذكر اسمه.هذا الموقف شائع الحدوث للجميع، في هذه الحالة، فأنت على الأرجح قد تحدث مع هذا الشخص, أليس كذلك؟ لمدة لا تقل عن 5 أو10 دقائق، وسألته كيف حالك وحال عملك وأسرتك؟ وهكذا.. لكن بينما كنت تتحدث معه. ترى ماذا كان يفعل عقلك؟

كان يرهق نفسه بسؤال واحد فقط ما اسم هذا الرجل؟ أنت لم تتذكر اسمه حينها ولكنك تذكرت لاحقا، فإنك لم تنس اسم الرجل، ولكنك لم تستطع تذكره حين احتجت ذلك.

يمكنني أن أقدم لك أمثلة أكثر تكفى للقول بأن ذاكرتك حتماً رائعة، ولكن المشكلة في الحقيقة تكمن في عملية التذكر. يعد هذا الأمر خبراً جيداً لأن مسألة تنمية عملية التذكر هو أمر يمكنك التحكم به.

إن كنت لا تستطيع تذكر معلومة ما، فذلك يرجع إلى طريقة تخزينك لهذه المعلومة في المقام الأول، والتي كانت بشكل عشوائي وغير هادف. إليك ما أقصده من قولي هذا: