الحياة هي أندر شيء في العالم.
يعيدنا الوعي الكلي إلى حواسنا، ويمكننا من العيش في الواقع وتبعا له.
بينما نمارس الانفتاح على الحواس، يمكن أن تبزغ في داخلنا طريقة جديدة من الوجود. إننا نطور إدراكا محبا لما يجري، ونصبح قادرين على التعلم منه.
بينما تسير في الطريق، تسمع أصوات حوافر حصان قادمة من الخلف. تلتفت لترى صديقا لك على ظهر الحصان الذي يركض مندفعا بخطى غاضبة. تسأل صديقك: «إلى أين أنت ذاهب؟»، يصيح الخيال مجيبا: «لا أدري. سل الحصان!».
يعيش كثير منا حياته مثل الصديق في هذا المشهد: مندفعين بسرعة خلال الأيام، شاعرين بالانقياد، بدلا من تولي زمام الأمور. ربما تحدث الحياة، ولكن هل نحن حقا نختار سبيلنا؟ وحينما نكون بصدد الاختيار، إلى أي مدى تكون اختياراتنا حكيمة، معربة عن نيتنا الحقيقية؟
ثمن الأفعال عديمة الشفقة تشير الاستبيانات إلى أنه على الرغم من النمو الاقتصادي الهائل، فإن الناس في «بريطانيا» و« الولايات المتحدة» ليسوا أكثر سعادة متا كانوا عليه قبل خمسين عاما مضت. إننا حتى ربما نكون أقل سعادة من الأجيال السابقة: تحذر منظمة الصحة العالمية أنه مع حلول عام 2030 سوف يشكل، الاكتئاب عبئا يفوق أي مرض أخر، متجاوزا السرطان، وأمراض القلب، والسكري. قد نكون أكثر ثراء في الناحية المالية، ولكن يتفق معظمنا أن «وتيرة الحياة، وعدد الأمور التي يتعين علينا القيام بها والقلق بشأنها، تشكل سبباً رئيسياً من أسباب الإجهاد، التعاسة، والمرضى» . إن ما نشعر به من ضغط من أجل المنافسة وبلوغ الهدف، الدفع بقوة أكبر وعلى نحو أسرع وعلى مدى ساعات أطول، لا يبدو أن يقودنا إلى العافية، حتى وإن أدى إلى مكاسب مادية. نبقى على الرغم من ذلك، مثل ذلك الخيال على ظهر الحصان، منقادين، وربما دون النظر إلى أين نتجه، أو لماذا قد نذهب في ذلك الاتجاه.
لقد ارتفع معدل استهلاك المعلومات، مع كافة ما لدينا من وسائل الاتصال الحديثة، بنسبة ثلاثمائة وخمسين في المئة على مدى الثلاث عقود الماضية.
كثيرا ما يتم تجربة تعدد المهام بوصفها طريقة للتعامل، فإذا كنا نستطيع معالجة أشياء أكثر في الوقت ذاته، ربما سوف ننهي الأعمال المكدسة على المكاتب؟ إلا أن الأبحاث أثبتت أنها غير مفيدة، في الحقيقة، إن محاولة القيام بمهام متعددة في الوقت ذاته تقلل من إنتاجيتنا بما يقارب نسبة الأربعين في المئة. إننا نهدر الطاقة عبر تحويل انتباهنا من شيء إلى آخر بتعاقب سريع.
كما صاغها «توماس استيرنز اليوت» (Eliot .s.t) قبل نشأة شبكة الإنترنت بوقت طويل: «إننا نصرف عن الإلهاء بالتشتت». 
كلما أصبحنا أكثر إجهادا، تضاءلت قدرتنا الذهني، إذ نشعر بالإرهاق ولا نستطيع التفكير على نحو سوي. ننجرف إلى إعطاء «انتباه جزئي مستمر» ، وهي طريقة حياة محبطة، محمومة لا تعمل سوى على إرهاقنا على نحو أكبر.
يبدو أن الإجهاد يقلص من أجزاء الدماغ التي تساعد على تنظيم وظائف الذهن والجسم، مما يعرضنا إلى خطر الإصابة بالآمراض الذهنية والجسدية بنسبة أكبر. في الحقيقة نحن نجعل رحلتنا أكثر صعوبة، وأقل متعة، في محاولة الوصول إلى كل مكان على نحو أسرع إن الناس مخلوقات تحكمها العادة، والأفعال عديمة الشفقة «أو التفكير في القيام بها» الأمر الذي يبدو أنه قد أصبح نزعة بشرية متأصلة. يخبرنا علماء الأحياء التطوريين أن هذه العادة تنبع من نية حميدة وهي البقاء والازدهار، فقد تعلم أسلافنا أن ينظروا إلى الأمام، ويكونوا متيقظين ومتأهبين للاستجابة إلى أي تهديدات محتملة، ويعيدوا التفكير في الأمور، ويتعلموا من الأخطاء.
إلا أنه عندما يخرج الأمر عن السيطرة، أو يتم تطبيقه على مواقف نمتلك القليل من السيطرة عليها، تؤدي حالة «الأداء» هذه، كما يطلق عليها في بعض الأحيان، إلى القلق والتفكير العميق. إننا يمكن أن ننهمك في التركيز  على حل المشاكل إلى درجة أن نغفل عما لدينا من أمور جيدة فى الوقت الحاضر، فيصبح عدم الرضا هو حالنا الاعتيادي.
المسببات الجذرية للإجهاد منذ حوالي ألفين وخمسمئة عاما مضت، أدرك طبيب نفسي قدير تلك المسألة ونظر فى أسبابها وأوجد لها علاجاً. أدرك من خلال مراقبة أنماط التفكير، الجسد، والسلوك، أن السبب الجذري للمعاناة البشرية هو الميل إلى التشبث، التوق، والمقاومة. في كل مرة نتعلق بشيء ما، يكون القلق أمرا محتوما. إننا نعانى أيضا عندما نرفض تجربتنا، راغبين في شيء آخر غير ما يحدث بالفعل. عندما نحاول منع ما هو كائن بالفعل، أو التمسك بما يتغير، ننخرط في معركة خاسرة.
من حسن الحظ، صرح الطبيب النفسي، أن وقوعنا في تلك النزعات يرجع فقط إلى نقص الإدراك. إننا نطور أنماطنا في حالة تشبه النوم، إذ تدفعنا خلال الحياة العادات التي تكونت عبر الزمن. الخبر السار هو أننا نستطيع أن نبدأ في تخليص أنفسنا من تلك العادات، من خلال أن نصبح مستعدين وقادرين على مواجهة المأزق، ونتعلم برفق التحرر من الطرق القديمة غير النافعة، ونبدأ في الانخراط مع العالم على نحو أكثر وعيا، وشجاعة، ورحمة. 
يمكن أن يحدث مثل هذا التحول من خلال ممارسة الوعى الكلى. يعنى ذلك تعلم مجموعة من المهارات التي توصلنا إلى حواسنا، وتمكننا من العيش في تناغم أكبر مع واقع اللحظة الراهنة. مستخدما تجربته الخاصة كدليل، أفاد الطبيب النفسي أن الوعى الكلى كان «مفيدا كليا» موديا إلى سعادة حقيقية.
قال: يساعدنا المسار الواعي نحو العافية على النهوض من غفوتنا. من خلال هذه الملاحظة، أصبح الطبيب مشهورا، وأصبح معروفا باسم <بوذا»، الذي يعني «المتيقظ».
الوعي الكلي كعلاج يمكن أن تبدو البوذية كما لو كانت ديانة، ولكن قد يكون النظر إلى رسالتها الأساسية بوصفها علاجاً مفيداً على نحو أكثر. إننا نستطيع تجربة الوعي الكلي واختباره لأنفسنا. إذا كنا نقدر على الممارسة وعازمين عليها، نستطيع العثور على سعادة أكبر. يعد هذا الطريق الممهد تدريبا مطبقا في فن العيش الرغيد. 
لقد قام كثير من الناس على مر القرون بتجربة بعض أو كل تقنيانها، سواء  من خلال ممارسة التعاليم «البوذية»، الانخراط في مسارات تأملية أخرى، أوعن طريق اكتشاف روى وأساليب مماثلة من خلال براعتهم وتحقيقاته الخاصة. إنهم كثيرا ما يفيدون أن تلك المناهج تعمل مع مرور الوقت على تحويل حياتهم. إنها لا تتطلب إيمانا، فقد أفاد معاصروا «بوذا» المفتونين ببهائه ، أنهم سألوه ما إذا كان «إلها»، قيل أنه أجاب: «كلا، أنا متيقظ».
لقد كانت تحليلات الحالة الإنسانية، في العصر الحديث، قاتمة. قال «سيغموند فرويد» (Sigmund Freud) بينما كان يقوم بعرض علمه الجديد الخاص بالتحليل النفسي، إن هدفه هو تحويل البؤس العصابي إلى التعاسة المتعارف عليها، بينما كان الطب الغربي يميل إلى التركيز على إصلاح أجزاء الجسم المعتلة، إلى الحد عندما لا يتبقى ما يمكن إصلاحه. كان كثيرا ما يتم غض النظر عما يطلق عليها مشاكل الصحة النفسية، والتي لا يمكن علاجها بسهولة عن طريق تلك الأساليب، فكان يتم تركها للتفاقم. كانت إمكانية تحويل الاستياء إلى فرح مجرد فكرة حازت على قليل من الاهتمام.
إلا أن الأمور تتبدل، فقد أصبحت الأبحاث العلمية والعلم التطبيقي أكثر تطورا، وبتنا نعلم الآن أن الدماغ يمكن أن يتغير بطرق لم تكن محتملة فيما مضى. تماما كما يتم تقوية عضلات الجسد عن طريق التمرينات الرياضية، هناك أجزاء من الدماغ يمكن تنشيطها، ربطها، وتنميتها من خلال التدريب على مهارات معينة.
طالما علمنا أن التمارين البدنية لها فوائد معززة للصحة. يظهر العلم الآن أن الوعي الكلي، الذي تم صقله عادة عن طرق ممارسة التأمل، مفيد بالنسبة إلينا أيضا. تمتلك تلك الممارسات، كما يبدو، تأثيرا قودا على الدماغ والجسم يؤدي إلى الصفاء.
في مجال العافية، ربما تقع نتائج أبحاث الوعي الكلي ضمن أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام منذ اكتشاف امتلاك التمارين الجسدية فوائد معززة للصحة.
لقد أصبحت تدريبات الوعي الكلي التي لا تحمل طابعا دينيا متاحة أكثر، وقد تبناها كثير من الممارسين في مجال الصحة باهتمام. 
لقد تبين أن الرضا ليس قضية خاسرة، ونحن نعلم ذلك على نحو فطري: عندما تم السؤال عن الأمر، أتفق ستة وثمانون في المئة من الناس أنه «كانت الناس لتكون أكثر سعادة وصحة إذا علموا كيفية التأني والعيش في اللحظة».
الوعي الكلي: العلم يتم نشر مئات الدراسات عن الوعي الكلي كل سنة. لقد اكتشفت الأبحاث أن الأشخاص الواعين ليسوا أكثر عرضة للعافية فحسب، بل إن التدريب على الوعي الكلي يساعد أيضا على صقلها. فيما يلي ملخص لما تم تعلمه.
الصحة العامة عمل أحد التحقيقات التي تم إجراؤها عام 2 201 على استعراض واحد وثلاثين تجربة ذات جودة عالية من أحد دورات الوعي الكلي التدريبية «دورة تخفيف الإجهاد استنادا إلى الوعي الكلي» التي تقام لمدة ثمانية أسابيع، ووجدته فعالاً في التعامل مع القلق، الاكتئاب، والإجهاد، والضيق، فضلاً عن بعض جوانب التنمية الشخصية مثل القدرة على التعاطف ومجابهة تحديات الحياة، ووجد أيضا أن الوعي الكلي مفيد بالنسبة إلى الصحة البدنية.
في عام 2013، بحث تحقيق آخر ذو نطاق أوسع في مئتين وتسع دراسات حول دورات الوعي الكلي التي ضمت ما يزيد إجمالا عن اثني عشر ألف مشاركا، وخلص إلى كون الوعي الكلي «علاجا فعالا لمجموعة متنوعة من المشكلات النفسية، وأنه فعال على نحو خاص فيما يتعلق بالحد من القلق الاكتئاب، والإجهاد».
الإجهاد تشير الدراسات أن من يمارسون الوعي الكلي يختبرون قدرا أقل من الإجهاد، كما أن لديهم أيضا معدلات أقل من هرمون الإجهاد « لكورتيزول. الإكتئاب وجد من خلال دمج بيانات ست تجارب ذات تصنيف عالي من دورة وعي كلي أخرى «العلاج المعرفي القائم على الوعي الكلي» والتي تمتد لثمانية أسابيع، أنه يؤدي إلى انخفاض بنسبة أربعة وأربعين في المئة في المتوسط معدلات الانتكاس بين الأشخاص المعرضين للاكتئاب. لقد أصبح الأشخاص الذين حضروا الدورة أكثر لطفا مع أنفسهم. الألم بعد ممارسة تأمل الوعي الكلي مدة عشرين دقيقة يوميا على مدى ثلاثة أيام، أفاد الأشخاص بعد تعريضهم إلى منبه حراري مؤلم بانخفاض قدره أربعين  في المئة بالنسبة إلى شدة الألم، وسبعة وخمسين في المئة بالنسبة إلى الانزعاج عما كان عليه قبل التدريب. كما أظهروا أيضا قدرا أقل في نشاط القشرة الحسية الجسدية، وهي المنطقة المسؤولة عن معالجة الألم في الدماغ، وزيادة في نشاط بعض مناطق دماغ المعنية بالتحكم المعرفي والعاطفي.
سجلت بعض الدراسات الأخرى آثارا كبيرة للوعي الكلي على شدة الألم. تمت مقارنة المشاركين في برنامج ثمانية أسابيع من الوعي الكلي، مع مجموعة أخرى يتبعض نظاما للتمرينات الرياضية على مدى ثمانية أسابيع، ومجموعة ثالثة من الأشخاص الذين لا يمارسون التأمل ولا التمرينات الرياضية. خضع الجميع إلى المراقبة من أجل تحديد من سيصاب بالمرض خلال موسم البرد والأنفلونزا القادم.
كان عدد أيام إصابة مجموعة الوعي الكلي بالمرض أقل بمقدار النصف مقارنة مع أولئك الذين مارسوا التمرينات الرياضية، كانوا مرضى لوقت أقل، وأفادوا أن الأعراض كانت أخف وطأة.
كان حال المجموعة التي لم تقم بشيء الأسوأ بين الجميع. أظهرت دراسات أخرى فوائد الوعي الكلي فيما يتعلق بسرعة الشفاء، والقدرة على التغلب على مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان، أمراض القلب، والسكري.
المهارات المعرفية يبدو أن للوعي الكلي فوائد فيما يتعلق بالتركيز، حصر التفكير، والذاكرة.
تقترح بعض الدراسات أنه قد يساعد في حل المشكلات على نحو خلاق، ومرن، وقد تبين أن من يمارسون التأمل يتخذون قرارات أكثر عقلانية.
ضبط السلوك إن الوعي الكلي يساعد الأشخاص على إدارة أنماط الإدمان الخاصة بتناول الطعام، التدخين، وتعاطي المشروبات الكحولية، فضلاً عن العواطف والدوافع في العموم. يميل الأشخاص الذين يمارسون الوعي الكلي إلى النوم على نحو أفضل، والانخراط في تفاعلات اجتماعية وبيئية ودودة.
العلاقات يساعدنا الوعي الكلي على التواصل مع الآخرين بمهارة أكثر. فضلا على أنه يعزز التعاطف، والذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى التفاهم المتبادل، يشعر الأشخاص أصحاب الوعي أنهم أكثر تواصلاً مع الآخرين، ومن المرجح أن يتمتعوا بعلاقات مرضية، وتكون لديهم قدرة أفضل على التعامل مع مشاكل العلاقة.
دراسات أخرى لقد تبين أن حضور دورة تدريبية في الوعي الكلي يعمل على تقليل الغضب، اجترار الأفكار والأعراض المرضية، كما يعزز من شعور الأشخاص بالاتساق الداخلي. يميل أولئك الأكثر وعيا إلى أن يكونوا أكثر وجدانية، استقلالاً، أهلية، مرونة، وتفاؤلاً، وأقل عصبية، طيشا، أقل في ردود الفعل والدفاعية.
كيف يحدث الوعي الكلي؟
من الممكن أن نتحرك في اتجاه العافية، ولكن الأمر لا يحدث بالطريقة التي قد نتوقعها، من خلال الإنهاك، البحث، والصراع من أجل الحصول على إجابات. في الحقيقة، يبدو أن الفوائد تأتي من عدم بذل كثير من الجهد على الإطلاق، على الأقل كبداية، بل على العكس، يقصد بالوعي الكلي مراقبة ما يجري فعلاً في اللحظة الحالية والشعور به.
بالعودة إلى قصة الخيال الذي يمتطي الحصان، فإن ممارسة الوعي الكلي  تعني أنه بدلا من تحفيز الحصان وإخافته دون وعي كي يزيد من سرعته، قد يبدأ صديقنا الخيال في ملاحظة الأرجل المسمرة في خوف، أي المتشبثة بالحياة الغالية. ربما يصبحون مدركين لإمكانية سحب اللجام الذي يشد عنق الحصان. 
إن الوعي الكلي يعني إدراك ما يحدث بصدر رحب، والتعلم مما نصادفه.
يأتي ذلك في بداية الأمر نتيجة الانتباه إلى الحواس. بدلاً من أن نعلق في الأفكار، ننسجم مع عالمنا من خلال الوعي بالمشهد، الصوت، الشعور، المذاق، والرائحة.
بينما نختبر تلك اللوحة الحسية المذهلة على نحو أكثر اكتمالا، ندرك كيفية ظهور الأفكار فضلاً عن الأحاسيس، ونلاحظ كيف تعمل تلك الطبقة الإضافية من المفاهيم على توجيهنا في كثير من الأحيان، حتى على الرغم من عدم كونها دائماً انعكاسا دقيقا للأحداث. نبدأ في إدراك أنه على الرغم من أننا نادرا ما نشكك في صحتها، إلا أن تفكيرنا المخطئ كثيرا ما يخدعنا بما لا يتسق مع الحقيقة.
نلاحظ كيف يخلق سوء تفسيرنا للأمور إجهادا وتوترا بين ماهية الأمور، وكيفيه إدراكنا الخاطئ لحقيقتها، أو لما نريدها أن تكون عليه. يعمل هذا الإجهاد على توليد الأفكار التلقائية التي تبقى تدور وتدور، فتعيد تأجيج مشاعر الانزعاج، وتؤدي إلى مزيد من الأفكار، حلقة مفرغة تظل تجذبنا إلى دائرة التشتت ورد الفعل.
 من خلال مراقبة ذهننا وجسدنا مثل صديق يمتطي ركوبه، نرى كيف يفر لحصان ونشعر كيف يفزع الخيال، من خلال ملاحظة ذلك، عوضا عن لتشبث به أو مقاومته، نعمل بالفعل على تحرير تلك القيود. على نحو لطيف، جذب انتباهنا إلى تجربة مباشرة في اللحظة الراهنة. نجلس بثبات ونرخي بضتنا.
مع مرور الوقت، بينما نمارس الانفتاح وإعادة الانفتاح على الإدراك الحسي، من خلال العودة إلى الانتباه كلما شرد الذهن، يمكن أن تتكشف في داخلنا طريقة مختلفة من الوجود «عافية حقيقية» . من خلال التبديل المتكرر للكيفية التي نتناغم بها مع التجربة، نقوم بتقوية عضلة الوعي الكلي.
الوعي الكلي ومرونة الأعصاب لقد أثبت علم الأعصاب أن الدماغ يتغير عن طريق الخبرة. على سبيل المثال، يمتلك سائق سيارة الأجرة الذى عبر بالركاب جميع أنحاء «لندن» على مدى سنوات حصينا أكبر، وهي منطقة هامة من الدماغ بالنسبة إلى الوعي المكاني والذاكرة، مقارنة مع سائقي سيارات الأجرة الجدد. يبدو أن ممارسة قيادة  سيارة الأجرة تعمل مع مرور الوقت على تطوير هذا الجزء من الدماغ. على نحو مماثل، يظهر الموسيقيون المتمرسون حجما أكبر من القشرة ره الرمادية في المناطق الحركية، السمعية، والبصرية الفراغية، مما يثبت أن أدمغتهم قد تغيرت جراء ساعات التدريب اليومية. عندما يتأذى الدماغ، كما يحدث أثناء السكتة الدماغية، يكون من الممكن استعادة القدرة المفقودة من خلال العلاج التأهيلي. تتولى مناطق أخرى من الدماغ عمل تلك المناطق التي تضررت جراء السكتة الدماغية.  تعرف قدرة الدماغ على التغير والتكيف استجابة للتجربة باسم المرونة العصيدة. تمانا ك0ما تؤثر التدريبات الرياضية على وزن الجسم، صحته، مرونته، وقوته، ينطبق الشيء ذاته على الدماغ. يمكن أن تحدث هذه العملية على نحو سريع جدا: يغير تعلم الحيل الخداعية أو العزف على البيانو بضع أيام فقط من كثافة الدماغ. على نحو لافت للنظر، فإذ التدريب الذهني حتى على ضربات مفاتيح البيانو يؤدي إلى تغيرات مماثلة في الدماغ، تقريبا كما لو أننا نقوم بالعزف فعليا.
تلك أنباء مشجعة لآنها توحي أننا لسنا عالقين مع أدمغتنا القديمة وعاداتنا القديمة. نستطيع تشكيل عادات جديدة، صقل الحرية من أجل صياغة المستقبل، استنادا إلى ما نفعله في الوقت الحاضر، أو الكيفية التي ندرب بها أذهاننا.
لقد قام الباحثون باستعراض التغيرات التي تحدث في المرونة العصبية نتيجة تمرين الوعي الكلي، واكتشفوا أن أدمغة المشتركين تبدو كأنها تعكس خبراتهم. تختلف بعض أجزاء قشرة مقدم الفص الجبهي في نشاطها، بنيتها، وحجمها، وهي المنطقة الأحدث تطورا في الدماغ، والتي ترتبط بقوة مع التفكير وصنع القرار. يظهر المتأملون المتمرسون كذلك مستويات عالية من  نشاط موجات غاما، الأمر الذي يعتقد أنه مرتبط مع ارتفاع الوعي.
يتم البدء في رؤية التغيرات في أدمغة المتأملين الجدد بعد بضع أيام أو أسابيع من التمرين. بينما يمارسون الوعي الكلي، تتأثر كافة مناطق الدماغ المتعلقة بالتعلم، الذاكرة، الإدراك الذهني الجسدي، التوجيه المعرفي، التفاعل العاطفي، الشعور بالذات وغيرها من علامات العافية.
كما يبدو، فإن أنماط التفاعل والتواصل في الدماغ لا تلبث حتى تتبدل، حيث يتم تشكيل عادات جديدة فيما يتعلق بالطرق التي نرى، نتواصل، ونتصرف من خلالها، وبالتالي فهي تنعكس، وربما يتم تعزيزها عن طريق التغيرات العصبية.
الرفق والالتزام مثل أي مهارة أخرى، يتطلب الوعي الكلي نوعا من الجهد. إننا نتعلم أسلوب حياة جديد مع أذهاننا، أجسادنا، والبيئة المحيطة، وهذا بدوره قد يؤدي إلي الشعور بالارتباك، عدم الارتياح، خيبة الأمل أو السخط. إننا أحيانا قد نتأذى من أمر ما، ونظن أننا لن نعود لذلك الأمر أبدا، وقد نعتقد أننا لسنا مؤهلين لممارسة الوعي الكلي، أو أننا حالة ميئوس منها. 
توحي بعض توصيفات تمارين الوعي الكلي أن الأمر يعد أقرب من كونه امتطاء فيل بدلا من حصان، وهو ما قد يعطي مؤشرا على مقدار ما ينتظرنا من التحدي «والمتعة» . إلأ أننا نستطيع من خلال التوجيه والالتزام المعتدل، أن نعمل مع ردود الفعل المتسرعة التي تتحكم بنا، ربما حتى قد نجدها، مثل حيوان بري مروض، فتصبح في نهاية المطاف صديقا وعونا لنا.
تمرين: اتصل بحواسك يبدأ الوعي الكلي عندما نتحول من حالة الفعل والتفكير، إلى أسلوب الحياة حيث تحتل الحواس موقع الصدارة. بسبب أن معظمنا غير معتاد على التعامل مع حواسنا بهذه الطريقة، سوف تفيد الممارسة. من أجل تدريب تلك الحواس الخمسة، فإن كل ما تحتاج إليه من معدات هي نفسك، كرسي،
وكأس من الماء.قم بتخصيص ثلاث دقائق لكل مرحلة «بمجموع خمس عشر دقيقة». حالما تنتهي من قراءة التعليمات، ضع الكتاب جانبا بينما تتمرن، حاسة واحدة في المرة. للحصول على نسخة الدليل الصوتي لهذا التمرين، وكافة التمارين الاخرى في هذا الكتاب، رجاء زوروا موقعنا
.(www.edhalliwell.com) 
اللمس
إذا كان ممكنا، اجلس باستقامة على كرسي «لكن لا تكن متصلبا جدا» بحيث يكون ظهرك مدعوما ذاتيا وقدميك على الأرض. دع يديك تسترخيان على الفخذين، وإذا أحببت، أغلق عينيك.
ماذا تلاحظ من أحاسيس؟ كيف تشعر قدميك: ربما هناك اتصال بين باطن قدميك والجورب، الحذاء، أو الأرض؟ هل تستطيع الشعور بوزن عظامك الجالسة على المقعد؟ ماذا عن ظهرك: ما هي الأحاسيس الموجودة هنا؟ هل تشعر بالهواء على وجهك؟ ما درجة الحرارة الآن: أكثر دفئا أم أكثر برودة؟
ماذا عن الأحاسيس الداخلية؟ هل تلاحظ أي ألم، حكة، أو طنين؟ أو ربما لا يوجد الكثير من الإحساس في تلك اللحظة، ربما شعور بالخدر؟ انتبه إلى مكان ظهور أى إحساس «أو انعدام الإحساس»، وما إذا كان هناك تغيير فى شدته. ليس عليك محاولة التمستك بالأحاسيس أو التخلص منها، ولا حتى تسميتها. انظر فقط ما إذا كنت تستطيع السماح بأن يتم اختبارها.
السمع الآن، بينما تسمح لأحاسيس جسدك أن تتلاشى في الخلفية، اسمح بملاحظة الأصوات. ماذا تسمع؟ ليس عليك أن تذهب للبحث عن أصوات: انتظرها كي تأتي إليك، كما لو كانت أذنيك مكبرات صوت، تستقبل الذبذبات وتقوم بتسجيلها. هل الأصوات أعلى، أنعم، أقرب، أبعد، قصيرة أم طويلة؟ هل الأصوات مفاجئة، متكررة ومتواصلة؟ هل هي طبقة صوت مرتفعة أم هل الأصوات مفاجئة متكررة ومتواصلة ؟ هل هي طبقه صوت مرتفعة أم منخفضة؟ ربما هناك سكون، أو فجوات فاصلة بين الأصوات، هل تلاحظ ذلك أيضا؟ افتح المجال لأذنيك المكبرة للصوت واسمح بتدفق السمع، سواء كانت الأصوات ممتعة أو منفرة. أي كانت المعزوفة التي يتم عزفها الآن، هل تستطيع أن تسمح بأن يتم سماعها؟
الآن افتح عينيك على المراقبة. بدلاً من التركيز على ما تستطيع رؤيته من «أشياء» «على سبيل المثال: طاولة، كرسي، كتاب، سجادة، وما إلى ذلك»،
انظر ما إذا كنت تستطيع أن تدع المجال البصري يكون ألوانا، أشكالا، ظلالاً، أو خطوطاً. دع العينان تتحركان بطء بدلاً من التحرك السريع. اهتم
بالعمق والارتفاع  إذا وجدت نفسك تفكر بما تراه، منجذبا إلى ذكرى أو مسألة معينة، أو تقوم على نحو تلقائي بإطلاق أسماء على الأشياء حسبما تتجلى، فلا بأس في ذلك، فقط اعترف أن ذهنك قد شرد إلى التفكير، وعد بلطف مرة أخرى إلى المراقبة.
الشم ربما عليك أن تغلق عينيك مرة أخرى، اسمح لنفسك أن تشم، سواء كان يبدو ما تشمه لطيفا أو غير لطيف. اتصال مع الروائح. هل توجد أكثر من رائحة، وإذا كان الأمر كذلك، ما حال امتزاجهم معا؟ إذا لم تكن هناك روائح، ما هي رائحة «اللارائحة»؟
ليس من الضروري أن يكون الشهيق عميقا، انظر ما إذا كنت تستطيع أن تدع التنفس يكون طبيعيا، وراقب بفضول ظهور واختفاء حاسة الشم. ألا يعد
امتلاك أنف أمرا مدهشا؟
التذوق تناول كأسا من الماء، وخذ رشفة. لاحظ ظهور الإحساس على اللسان بينما يلامسه السائل. ما طعمه؟ صاف، بارد، منعش؟ دع الكلمات التي تعبر عنه تتلاشى، سامحا بمعرفة إحساس التذوق ذاته. بلطف حرك الماء داخل فمك، ولاحظ ما إذا تغيرت النكهة، ربما بينما يمتزج
’ مع اللعاب؟ هل يصبح أكثر دفئا، دون طعم، أكثر سماكة؟ اسمح باختبار تلك الأحاسيس. قرر متى تكون مستعدا لابتلاع الماء، لاحظ تلاشي الطعم، هل تبقى منه أي أثر، وإذا تبقى منه أثر، إلى متى يبقى؟ الآن خذ رشقة أخرى، ربما كمية أكبر، وكرر التجربة، هل الأحاسيس متماثلة، أم تبدو مختلفة؟ ماذا لو تغير أي شيء؟
عندما قمت بالتمرين على العمل على كل واحدة من الحواس على حدى، ربما تكون قد أمعنت النظر في أي اختلافات بين طريقة الإحساس تلك، وكيفية تواصلك عادة مع بيئتك. إذا بدا الأمر مختلفا، كيف ذلك؟ ما الذي كنت تفعله لجعل الأمر بهذه الطريقة؟ اهتم بما سوف يأتيك من إجابات، هل تغيرت نوعية تجربتك بتغير طريقة توافقك معها؟ الأسبوع الأول: تمارين على الاستكشاف
٠ اعمل على تمرين تواصل مع حواسك مرة واحدة في اليوم. إذا أحببت، قم باستكشاف مناطق مختلفة من أجل التدريب عليها، مع ملاحظة ماذا يحدث في كل مرة. بالنسبة إلى التذوق، تستطيع استخدام أي نوع طعام أو شراب.
  ٠ اختر أحد الأنشطة اليومية التي تقوم بها على نحو تلقائي «على سبيل المثال: تفريش أسنانك، أخذ الكلب في نزهه، غسل الصحون، وما إلى ذلك»، وتمرن على جلب الوعي الكلي إليها في كل يوم من أيام هذا الأسبوع، إلى جانب اختبارها مع الحواس، ولاحظ ماذا يحدث.
اجلب انتباهك إلى الحواس في أوقات أخرى حالما تتذكر. عندما تجد نفسك علقا في اجترار الأفكار أو الإلهاء، أعد، نفسك برفق إلى الإحساس. ما التأثير الذي يخلفه ذلك إن وحد؟
٠ اسأل نفسك: ما نواياي من استكشاف الوعي الكلي؟ ما الذي أرغب في تعلمه؟ إن أحببت، قم بتدوين ذلك، لاحظ المشاعر المصاحبة لصياغتها على الورق، وشعور النظر إليها وهي مدونة أمامك- ٠ حالما تنتهي من تسجيل نواياك، انظر ما إذا كنت تستطيع التحرر من أي محاولة واضحة لتحقيقها. هل تستطيع السماح لنواياك أن تلهم استكشافك، لكن دون أن تجعل منها هدفا لقياس نفسك مقارنة معها؟ هل تستطيع السماح لنفسك بالانطلاق إلى تدريبات الوعي الكلي، مع منحها كامل طاقتك بينما تركز على ما يجري في اللحظة الراهنة؟ 
(Simon’s experience) «تجربة سيمون» كنت قد بلغت الخمسين للتو معتقدا أننى كنت لآصل إلى حالة السعادة فى مرحلة ما إذا بقيت أحاول بقوة كافية. كان شهر آب مجددا، وهو الوقت الذي  دائما ما يكون عملي فيه هادئا ، كنت أخطط أن يكون ذلك هو الوقت الذي سوف تكون الحياة رائعة، ولكن لم تكن.
في شهر آب ذلك لم تكن أمي في غاية السعادة، وكنت خدشت سيارتي. كل هذا الإزعاج كان يحدث في شهري المفضل  لم يكن الأمر ذا أهمية كبيرة، ولكنه لم يلائم تصوري. كنت أفعل ما كنت أقوم به دائما، أحاول بلوغ حالة الرضا من خلال العمل الشاق في معظم أيام السنة، ومن ثم يكون لدي توقع كبير أن تجري الإجازة على نحو رائع. عندما لم تتحقق تلك التوقعات، كان
الإحباط هائلاً. وصلت إلى نقطة انهيار حيث أدركت أن طموحاتي لم تكن تلتقي مع ما كنت أقوم به من أجل تحقيقها، فلم يكن أحدهما يؤدي إلى الآخر. لقد تطلب مني الأمر ما يقرب من كونه انهيارا بسيطا كي أبحث عن شيء مختلف. ارتأيت أنني إذا تابعت على هذا النحو فلن يؤدي بي ذلك إلى السعادة التي أنشدها.  بدأت بعد ذكرى يوم ميلادي بوقت قصير في قراءة كتاب رشحه لي أحد الأصدقاء، كان قائماً على دورة تخفيف الإجهاد استنادا إلى الوعي الكلي.
وجدته مفيد جدا في استكشاف وجهات نظر جديدة حول الأشياء. في الوقت ذاته أخبرتني شريكتي أنها تدرس دورة الوعي الكلي، عندها أدركنا أنها ذات الدورة في الكتاب الذي أقرأه. انضممت إليها في الدورة وكانت بمثابة ممارسة لما قرأته. لقد فتح الكتاب لي الباب بينما مكنتني الدورة من الخوض في الأمر- «تجربة آن» (Ann’s experience) جعلني ضغط رحيل ابني الأكبر من المنزل أدرك أن حياتي الأسرية لن تعود كما كانت، وقادني ذلك إلى اكتئاب حاد جدا. شعرت بحالة من عدم الاتزان فحسب، وكانت أيضا بداية فترة صعبة من انقطاع الطمث. بمجرد شعوري بتحسن بسيط، قال لي الطبيب الممارس العام إنني في حاجة إلى وضع بعض الخطط من أجل التعامل مع مسببات القلق الأساسية، ولذلك حصلت على بعض الاستشارات، وقمت كذلك بتسجيل اسمى فى إحدى دورات الوعى الكلي- كانت واحدة من أكبر مشكلاتي أنني لم أكن أسيطر على حياتي الخاصة. لقد سمحت للآخرين أن يتحكموا بي حتى لم أعد أمتلك هوية خاصة بي. شعر أنني مضطرة دائما إلى إسعاد الآخرين، القيام بأشياء لم أرغب بها، وأدركت أن ذلك هو مصدر قلقي. عندما كنت اتخذ قراراتي لم أكن أتخذها بطريقة مستنيرة، بل كنت مثل فأر « الهامستر» (Hamster) على حلقة الجري، أتنقل من أمر إلى آخر فقط دون أن أتوقف لالتقاط أنفاسي.
«تجربة اندي» (Andy’s experience) كنت قد تعرفت على التأمل في أوائل التسعينات، عن طريق صديق مهتم «بالبوذية». كنا نجول «الهند» بحقائب ظهر، ثم انطلق وحده نحو معتزل روحي. كان قد انفصل عن شريكته وكان في صراع شديد، ولكن حينما خرج كان هناك عمق مختلف بالنسبة إليه. كنت مهتما بالأمر، ولكنني كنت ساخرا بعض الشيء.
في أواخر العشرينيات وبداية الثلاثينيات من عمري، مررت بحالة «انفصال» كما أطلق عليها، فقد كنت أشرب الخمر بشراهة، وأسافر خلال عملي إلى جميع أنحاء العالم. كنت لا أطاق، أعيش حياة بتلك السرعة إلى إن انتهى بي المطاف إلى مكان سيء جدا . مكثت في المستشفى فترة من الوقت لآنني فقدت الاتصال بالواقع. 
 
تعافيت من ذلك، لكنني كنت ما أزال أحمل الكثير من القلق. كنت أصاب بتوتر شديد فى الأماكن العامة. وكنت أعنف نفسى حول أمور من الماضي، وكان لدي كل يوم العشرات مما أطلق عليها اسم «هجمات العار» . كانت الأفكار حول الماضي تحجب قدرتي على أن أكون حاضرا - أتتني فرصة القيام بدورة الوعي الكلي من خلال العمل- نصحني الكثيرون أنه سوف يكون من الجدد بالنسبة إلي أن أتمهل قليلاً، وأن يكون ذهني أقل انشغالا.
«تجربة كاثرين» (Catherine’s experience) أعلم أن حياتي كانت جيدة، ولكن لم يبدو أنني كنت قادرة على تقديرها.
بوصفي أما، كنت أعيش باستمرار في المستقبل بضع لحظات، بضع ساعات، أو بضع أيام قدما. أجاهد من أجل جعل الأمور صحيحة. كانت الحياة تمضي وكنت أنا في «وضع الإدارة».
كنت أميل مع أطفالي إلى التفكير في كوني يجب أن أقوم بحل كل مشكلة على الفور، و إلاً فلن ينجحوا أبدا في المستقبل. شكلت رغبتي في السيطرة ورغبتي في أن يكون كل شيء متقنا ركيزة مثالية لقدر أكبر من التوقعات.