لا يستطيع أحد أن يقود أفرادا دون أن يقوم بتوضيح المستقبل الخاص بهم، فالقائد هو بائع الأمل

نابليون بونا برت

دعنا نبدأ بطرح سؤال بسيط، أيهما أفضل بالنسبة لك: أن تقود سيارتك في جو صاف أم تقودها في وسط مليء بالغبار؟

بالتأكيد ستكون الإجابة المنطقية أنه من الأفضل لك كقائد للسيارة أن تقود في جو صاف لأن رؤيتك للطريق ستكون واضحة محددة، على خلاف قيادتك في جو مفعم بالغبار ستكون رؤيتك ضعيفة مشوشة، ناهيك عن الحوادث - لا قدر الله - التي قد تقع لك.

نفس المنطق تماما هو الذي يحكم القائد الفعال في المؤسسة؛ فالقائد الذي لديه رؤية واضحة هو القائد الذي يصل بمؤسسته ومرؤوسيه إلى ميناء النجاح بسهولة ويسر عبر طريق محدد المعالم والاتجاهات، ربما يتخلله بعض الصعاب ولكنه يظل واضحا جليا أمامه وأمام مرؤوسيه.

والأمر المهم الذي يجب عليك أن تعرفه فيما يخص موضوع رؤية القائد أن العلماء والمتخصصين في علم القيادة اختلفوا كثيرا في تحديد سمات القائد التنفيذي الناجح بما يتناسب مع توجه كل منهم في تعريفه للقيادة وأساسياتها ومتطلباتها ونتائجها، إلا أن الجميع بلا استثناء اتفقوا على وجوب توافر صفة أجمعوا عليها من صفات القائد الناجح وهي: أن يكون ذا رؤية واضحة ومحددة.

لا تقنعني أبدا أن هناك قائداً ناجحاً أو أن هناك شخصاً يدعي أنه من الممكن أن يكون مؤهلاً للقيادة وهو لا يملك مهارة تحديد رؤية واضحة المعالم نسبيا للأهداف التي يريد تحقيقها هو وفريقه ، والطرق والسبل التي سينفذها وفريقه للوصول إلى هذه الأهداف وتحقيق رؤيته.

يقول فارجية ليز: الذين يخفقون في تحديد الرؤي لأنفسهم هم الذين يتبعون ولا يقودون، فيبلون بلاء حسنا عندما تكون الأمور على ما يرام، لكنهم يتخلفون في الصفوف الخلفية عندما تتعقد الأمور فتصبح صعبة! تعال نوضح المعنى الشامل والمباشر للرؤية، فالرؤية باختصار: تستطيع أن تعتبرها حلما تراه يتحقق في المستقبل أو اعتبره مجموعة أهداف بعيدة المدى، وبصورة أخرى، الرؤية: عبارة عن مظلة شاملة لمجموعة أهداف مترابطة يتم تحقيقها على المدى البعيد فيكون من واجب القائد تحقيق رؤية المؤسسة التي يديرها وذلك حسب المدى الزمني المحدد لتلك الأهداف وفقا لنوع المنظمة وحجمها.