كلما جلست لكتابة هذا الكتاب كانت الصفحة البيضاء تحدق في وجهي ترفع رأسها بسرعة البرق، لتزرع بذور الشك والخوف في عقلي. في الماضي، كان هذا يكفي ليجعلني أتوقف عن الاستمرار. ويعيدني راكضة بسرعة كالشاطرة إلى نطاقي المريح مع إصبع من الشوكولا المهدئة وقدح نبيذ في قبضتي. لكن، ولأنني أعرف الألاعيب السرية الصغيرة لهذه الأنثى، كنت قادرة على أن أسلك طريقاً مختلفاً. وبدلاً من التوقف، أغلقت عليها الباب بلطف وعدت إلى حقيقتي أتشارك معك في القصة التي كانت تشتعل في روحي. هذه القصة.

أنا لست معلمه روحية، ولا أقدم نفسي كمستنيرة، أنا لست سوى امرأة اعتيادية اكتشفت كيف تروض أنثاها العادية وتعيش حياة أحلامها. لم يكن هناك حل سريع، لا حبة دواء ولا جرعة سحرية، بل مجرد تصميم صاف وتوق لشيء أفضل وأعظم وأكثر ألقا .

لم تكن الحكاية أقواس قزح وفراشات دائماً. لقد تلقيت صرخة من العيار الثقيل تدعوني لليقظة حين وصلت إلى الحضيض بطريقة مثيرة صرخة غيرت مسار حياتي. قصتي ليست قصتك المثالية إلى الثروة.

كانت الحياة قبل أن أصل الحضيض مختلفة جدأ عن الآن. كنت راقصه محترفة في ملهى «مولان روج» (the Moulin Rouge) في باريس وممثلة ومقدمة وعارضة أزياء في المناسبات. عملت على البرامج التلفزيونية الأكثر نجاحاً، مثلت على أكبر المسارح العالمية، وكنت عارضة لأفضل المجلات. قد يبدو هذا مثيراً جداً وهوليودي، إلا أنه لم يكن هكذا في الواقع.

فكل ذلك البريق والسحر لا ينبغي أن يكون بمثل هذا التصدع.

دعينا نتناول الموضوع من البداية...

عندما كنت في الثالثة من عمري، وضعتني أمي في صفوف الرقص. أحببت تلك الحرية في القفز والدوران مع الموسيقى والتعبير عن نفسي منذ البداية
المبكرة. وبدأت مع التقدم في العمر أصبح أكثر جدية حيال هذا الأمر. بعد ذلك بقليل بدأت بصفوف التمثيل والغناء أيضاً، وبحلول عامي الخامس عشر
كنت أعمل كراقصة وعارضة محترفة في نفس الوقت الذي كنت أكمل فيه دراستي في المدرسة العليا. أتذكر كيف كانت أمي تلتقطني من المدرسة وتأخذني مباشرة إلى فريق التمثيل أو الاستوديو. كنت أحتفظ عاد بعلبة الكوكا وكمية من الشيبس وإصبع من الشوكولا لأستعين بها على تحمل الساعات الأربعة من دروس الرقص، كان علي القيام بواجباتي المدرسية في السيارة أو عند الجلوس في غرفة الانتظار في الاستوديو ريثما يبدأ درس بعد أن أنهيت دراستي في المدرسة العليا قبلت في الجامعة لنيل شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال. لقد حرصت على استرضاء أساتذتي لأكون مثل أقراني، إلا أني لم أتحمس لفكرة مواصلة هذا التعليم. وهكذا تركت المنزل في سن السابعة عشرة، مدفوعة برغبة قوية للقيام بالأشياء وفق شروطي. تبعت قلبي وانتقلت إلى مدينة جديدة لأدرس كل الوقت في شارع برنت برنامجاً احترافياً للتنمية في الفنون التمثيلية. كنت في منتهى الحماسة للوقوف على المسرح، وأحببت رواية القصص عبر الحركة والصوت. ولم أستطع التفكير بأي شيء آخر أفضل العمل به.

كان والدي وما زالا داعمين بحماسة كبيرة. كانا يقولان لي أن أتبع قلبي دائماً وأفعل ما أشعر بأنه مناسب لي. لم يتدخلا على الإطلاق بما كنت أفعل،
كانا يتابعاني بالرغم من أن مكان عملهما كان على بعد أميال من مكان أداء عروضي. وأنا ممتنة جداً لحبهما ودعمهما المستمر حتى هذا اليوم.
بعد تخرجي من شارع «برنت» (Brent)، أخذتني العروض إلى جميع أنحاء العالم، إلى المدن الكبيرة مثل باريس ولندن ونيويورك، وإلى ألمانيا وأسبانيا ونيوزيلندة وأستراليا. لقد أصبحت ما يسمى ( الشخصى المشغول» بكل معنى الكلمة. أحببت حياة التنقل وأن أكون على متن الطائرة كل بضعة أيام، وأحببت ذلك الشعور بالمغامرة والحماسة الذي يرافق العرض في كل مكان جديد. لكن المسألة لم تكن سوى مسألة بعض الوقت حتى تورطت أنثاي العادية بصورة جدية.

عندما عشت في لندن كنت أحضر بحدود سبعة اختبارات أداء يوميا ولا أفوز إلا بحوالي 0 ٦% منها (إحصائيات عظيمة جميلة، كما يخبرك أي ممثل).

في كل مرة كنت أخرج فيها من الاختبار دون الحصول على الدور كنت أحاول أن أكون عقلانية، وأذكر نفسي دائماً بأن لا شيء يسير خاطئاً معي هم ليسوا أنت لقد كانوا يبحثون عن شقراء أو فتاة أخرى تكون أكثر طولاً وذات عيون زرقاء.

بالرغم من هذا، كان ذلك مؤذي جدأ. في هذه الصناعة حيث الرفض هو الحد المعتمد لهذا المضمار، أنت تتعلمين كيف تجعلين جلدك سميكاً. لكن حتى ذلك الحين، هناك محدودية لما يمكنك أن تفعلي قبل أن يبدأ هذا المضمار الأكل فيك،. بعد سنوات من البقاء في هذا العالم الغريب من متطلبات أولئك الرعاع والذين يصوتون لك سلباً دون تبرير، بدأت الاستسلام أكثر فأكثر لأفكار الشك في داخلي. بدأت الاعتقاد بشكل حقيقي بأني لست نحيلة بما فيه
الكفاية، ولست جميلة بما فيه الكفاية، ولست جيدة بما فيه الكفاية، ولست ذكية كفاية، وكل كفاية أخرى تخطر بالبال...

يمكنك أن تحزري ماذا حصل بعد ذلك.

عملية تحطيم الذات

في كل مراحل مهنتي وحياتي، شهدت العديد من النساء ينظرن إلى المرآة ويصفن أنفسهن بالبدانة والقبح. حتى العارضات والراقصات اللواتي يمثلن الجمال الحقيقي الذي تتحدث عنه الأفلام والتلفزيون والمجلات، كن ما يزلن يضغطن الدهن غير الموجود على أفخاذهن ويشددن وجوههن باشمئزاز. هن
يتفحصن كل بوصة من أجسادهن وكل مسام وجوههن بطريقة مجهرية مطلقات على أنفسهن الصفات الأكثر سوءاً التي يمكن تخيلها. التفكير بهذا ثانيه يحطم قلبي، فإذا كانت كل تلك الفتيات يمكن أن يرين عيوباً متخيلة، كيف يمكن أن نتوقع من أية واحدة أخرى أن تكون سعيدة بجلدتها الخاصة.

لكوني غارقة في هذه البيئة زرعت بذرة مماثلة في عقلي وبدأت أقول: من المحتمل أني بدينة أيضاً. من المحتمل أني لست جميلة بما فيه الكفاية أيضاً.
لربما أني قطعة عديمة القيمة من النفايات أيضاً.

من هناك، تصاعدت الأشياء بسرعة. اتبعت عادات مشوهة في الأكل، كافحت فيها للسنوات الأربعة التالية. وافقت على كل أنواع المتع غير الصحية، ولأنني أشرب لأشغل نفسي عن الجوع وعن الاضطرابات التي تنمو في داخلي.
رميت بنفسي إلى العمل بطريقة استحواذية تدميرية. وأحطت نفسي
بالعلاقات التي لم تكن تخدمني- ولم أكن أخدمها أيضاً.

لقد جربت الأسى للمرة الأولى. فحتى ذلك الوقت، كانت تربطني علاقات
عاطفية بأشخاص لطفاء ودودين ومحببين. إلى أن اكتشفت أن أحدهم الذي
كان أقل من نجم كان يخونني بعد سنتين معه.

أن تتعرضي للخيانة، أمر أقل ما يمكن أن تصفيه به أنه أمر سيء. لم يسبق
لي أن شعرت بمثل هذا الألم في القلب في حياتي كلها، كان الألم موجعاً.
شعرت كما لو أن أحداً مزق قلبى وأن خمسين شخصاً كانوا يدوسون عليه منتعلين خناجر ستة بوصة. لقد دمرت، توسلته أن يعيدني إليه إشارةواضحة لحالة عدم احترامي لذاتي لكنه لم يكن يريدني. (من يمكن أن يلومه؟) . وفي غضون أسبوع، أصبحت نحيله بشكل مروع. لا أستطيع النوم ولا الأكل، أو حتى العمل. كل ما فعلته أني قبعت في السرير وبكيت. لم أستطع التوقف عن التفكير بالموضوع ولا به. غرقت في المعاناة وأقمت حفلة رثاء كبيرة لنفسي. لا شيء يمكن أن يرفع مزاجي - عاداتي المألوفة أخذتفي التقهقر، (الشوكولا والفينو) لم تعد تجذبني فجأة، حتى إغراء قضاء ليلة خارج البلدة لم يقدر على اختطافي من هذه الحالة.

فضلاً عن الاعتناء بقلبي المحطم، كان على أيضاً التعامل مع حقيقة أن تأشيرتي على وشك الانتهاء، ما يعني أنني سأضطر إلى مغادرة لندن (المكان الذي وقعت في غرامه من أعماقي) وأعود إلى الوطن، إلى أستراليا. كنت أنا وعشيقي السابق قد خططنا معاً للحصول على تأشيرة فعلية حتى أتمكن من البقاء في البلاد. كان على أن أوضب حياتي، أن أترك كل شيء ورائي (أصدقائي، مهنتي المزدهرة، الراتب الرهيب) وأتقدم في عمق غابة المجهول المظلمة. كانت صناعة الرقص الأسترالية باهتة جداً مقارنه بالإبداعات الخلاقة في لندن وباريس، لذلك عرفت بأن العودة إلى الوطن تعني أن أقول وداعاً إلى ذلك الجانب من مهنتي إلى الأبد.

تركني التأثير المر لكل هذه العوامل في دوامة. كنت مدمرة وحانقة على نفسي لأني تعرضت للأذى، أخذت ما يبدو أنه السياق الوحيد المعقول في مثل هذه الظروف: لقد أقفلت قلبي. أغلقت جانبي العاطفي بالكامل كي لا أتلقى لدغة أو صدمة مثل تلك مرة أخرى على الإطلاق.

منذ ذلك الحين، أصبحت الأشياء ملخبطة. ودخلت في سلسلة من العلاقات المسممة لأنني لم أكن أعتقد بأني جديرة بالحب. كان لدي الكثير جدأ من الصداقات غير الصحية خوفاً من أن أكون وحيدة. مارست الرياضة بإفراط لأنني أردت أن أكون ذات لياقة بدنية ونحيلة كالعارضات في المجلات. مرحت بصخب وكفرت عن ذنوبي، وبعد ذلك بدأت بأخذ المخدرات وشرب الكحول لأكون «مثيرة» ومحبوبة من قبل أصدقائي الجدد. وقبلت أعباء الوظائف الرديئة التي أمقتها بهدف كسب القرش والبقاء مكتفية ذاتيا . لقد كنت هريرة صغيرة تائهة.

كل ما كنت أقوم به في حياتي كان يأتي من حيز النقص والخوف وعدم الأمان. شعرت بالضياع وبانفصالي الكامل عن حقيقتي، ولم يعد لدي أدنى فكرة عن «حقيقتي» . الشيء الوحيد الذي عرفته بصورة مؤكدة أن تلك الفتاة السعيدة النشيطة المنفتحة قد ذهبت حقاً.

بلوغ الحضيض - بعناد تقوقعت في كآبة عميقة وبدأت بتناول مضادات الكآبة. كان جسدي يبعث بإشارات تحذير صارخاً في طلب التوقف والتباطؤ، إلا أني لم أصغي. قمعت عواطفي بالمزيد من المخدرات والكحول والأطعمة الجاهزة وأجهزة الأعلام والثرثرة والعلاقات السامة والتلفزيون. بدأ جسمي بالانغلاق. ولم يتبق شمعة واحدة تتقد في داخلي. كانت الأثار الجانبية للدواء مروعة، ولكن لعدم قدرتي على التعامل مع الحياة اليومية أهملتها بكل بساطة. بل وأكثر من ذلك، قمت بقمع الأعراض بالمزيد من الانفصال، أجر عقبي خارج السرير كل صباح، وأواصل دفع نفسي إلى الأمام. كانت الآلام الجسدية والعاطفية تجعلني واهنة، وكانت تمر بعض الأيام التي أتمنى فيها ألا أستيقظ لقد كانت الأيام الأسوأ في حياتي.

بالطبع، كانت مسألة وقت فقط قبل أن يتوقف جسمي المنهك بالكامل. وبالتزامن مع الإعياء الكظري، ومشاكل الدرقية، وفطر المبيضات، ومستويات عالية من الزئبق، وخلل هرموني جدي، وكآبة، واضطراب في التغذية، وأعباء نقص الفيتامين والمعادن، وحب الشباب والأكزيما على امتداد جسدى، بالتزامن مع كل هذا أصبت مباغتة بفيروس لطمات الحمى في جميع أنحاء وجهي، في فمي وأسفل حنجرتي وبت لا أستطيع تناول الطعام أو الشراب أو الكلام، أو حتى أن أفتح فمي، كما أن القرح الجلدية جعلت شفاهي تلتصق ببعضها البعض. وكما أشار صديق كان عطوفاً بما فيه الكفاية، بأنني أبدو وكأن موقد اللجام قد توجه إلى وجهي... (شكراً!).

أودى بي فيروس لطم الحمى إلى المشفى في النهاية. أذكر أني قبعت في سرير في المشفى بأضوية مشعة ترن فوق الرأس، أفكر بأن حياتي كانت فاسدة، شعرت بأنني في ورطة، صحتي كانت مضطربة، وأنا أبدو الآن متورطة. مرحباً، أيها الحضيض. سررت بلقائك، اسمي «ميليسا» (Melissa) وحياتي تستنزف رسميا.

بإدراك متأخر أصبحت ممتنه لأن نداء الصحوة هذا، كان بسبب هذا المرض وليس بسبب مرض آخر يهدد الحياة، أو كارثة، أو موت أحد الأحبة. بالرغم من أن هذا كان إلى حد بعيد النقطة الأكثر ظلاماً في حياتي، إلا أنها كانت نقطة تحول ونداء يقظة كنت بأمس الحاجة له لأقوم ببعض التغييرات الدراماتيكية الملحة. وأنت ، ليس من الضروري أن تصلي إلى الحضيض كي تحولي حياتك.

بإمكانك أن تحظي بتلك اللحظة الداخلية وأنت على بساط اليوغا، أو تقودين سيارتك. هذا لا يهم. كل ما يهم هو كيف تشعرين داخل نفسك وكيف تتخذين الإجراءات كل يوم لتعيشي حياة؛ أكثر صحة وسعادة.

بالنظر إلى الوراء، أرى أن الأمر كان يشبه لحظة محورية، لأن الشيء الوحيد الذي أحتاجه لكي أعمل، هو جسدي، وفجأة وجدته لم يعد يعمل. كنت أتعلم بصعوبة وأقول لنفسي : دون صحتك، أنت لا تملكين شيئاً.

لقد بدت المسألة في بادئ الأمر وكأنها نكتة قاسية. لكن وبالنظر إلى الوراء، عرفت أن الكون كان يحاول الوصول إلي ليقول لي: أنت لا تعيشين على حقيقتك المحبة، وأنت لا تلقين بالاً إلى كل الإشارات التي تدعوك إلى التوقف والاستماع لذا أنا سوف أتكفل بحملك على التوقف. آه، إن الكون يعمل بمثل هذه الأساليب المحتالة! خيراً تلقنت الدرس، وسمعت نداء يناديني من أجل شيء أكثر عمقاً في ميمي. عرفت بكل عرق في كياني أن طريق المهنة الذي أتبعه وأسلوب لحياة الذي ذهبت معه ليس مناسبا لي. عرفت أن الناس الذين كنت محاطه بهم من قبل ما كانوا يخدمونني، وعرفت أن الطعام الذي كنت أتناول  لم يكن من التردد العالي. بالطبع، ما زال ذلك لا يعني أن الأشياء تغيرت فورأ. أنثاي العادية ما كانت ستدعني أتحرر من السنارة وأترك مهنتي دون نزاع، وكان ما يزال لدي الكثير جدا من التعلم على القيام به. إلا أن بذور التغيير كانت مزروعة بالتأكيد. الكتاب الأول الذي التقطته في المشفى كان «كلاسيكية لويز هاي، بإمكانك أن تعالج حياتك».(Louise Hay’s

classic. You Can Heal Your Life). هذا كان عندما بدأت الأشياء بالقرقعة. كانت الحال تشبه وكأن كل قطع البزل الملخبطة داخل رأسي بدأت بالانزلاق إلى مكانها وأن كل مشاكلي الصحية قد أصبحت مفهومة فجأة؛. منذ ذلك الحين أصبحت مهووسة بعالم التطوير الشخصي، الميتافيزيقيا، الصحة الشاملة، وتعلمت كيف أفهم وأكون نفسي الفريدة شيء كان غريباً جداً عني. قرأت كل كتاب يمكن أن تقع يدي عليه، وغمرت نفسي بحكمة المعلمين العظماء مثل «إكهارت تول»، (Eckhart Tolle)، «ديباك تشوبرا»، (Deepak Chopra)، «لويس هاي،«Louise  Louise Hay))‘ «الدالاي لاما» (the Dalai Lama)‘ و «مايان ويليامسون»، (.(Marianne Williamson

بينما كنت أرقد في سرير المشفى دون انشغال، أدركت بضعة حقائق... أدركت أني كنت السبب في رقودي هناك.

  • أدركت أني لا أمتلك فكرة عن كيفية الاعتناء بنفسي أو ما هي وظيفة حب النفس ذاك الذي كانت لويس هاي تتحدث عنه.
  • أدركت أني لا بد أن أتحمل مسؤولية صحتي وسعادتي الخاصة وأن القرار في عيش حياتي الأفضل يتوقف على.
  • أدركت بأن على التوقف عن النظر خارج نفسي لإيجاد السعادة، وعلى أن أبدأ بالارتباط مع ذاتي الداخلية - مع حقيقتي، روحي، جوهر روحي-

منذ ذلك الحين، بدأت في رحلة العودة إلى حقيقتي، التي هي الحب. بعد سنوات من التعلم والقراءة والدراسة والتجريب، انتهى الانحطاط، وكانت اليقظة مرة أخرى، والمحاولة من جديد، بإمكاني أن أقول الآن بكل ثقة أني روضت الأنثى العادية. لقد تغلبت على الأنماط السلبية التي تبقيني مريضة وعالقة وحزينة. وبدلاً من ذلك، نحت حياة؛ تركز على القلب هي أصيلة بالنسبة لي، تلك الحياة التي تمدني بجذوة تشعلني من الأعماق، والتي تملؤنى ببهجة قلبية عارمة.

رحلتي لم تنته بعد لذلك اخترت أن أواصل التعلم والتطور والنمو كل يوم. اخترت أن أروض أنثاي العادية كل ثانية. وأنا أستمر في اختيار الحب على الخوف في كل لحظة، وأستمر في تذكير نفسي بأننا ليس عندنا إلا هذه الحياة الثمينة الوحيدة لذلك دعونا نحقق الاستفادة القصوى منها!

لكن، وعلى الرغم من أني ما زلت أتطور (وأنا لست «كاملة» بالتأكيد)، فإن الحياة مختلفة جداً في هذه الأيام، مثلما تكون أحلامي الجامحة مختلفة من جهة أخرى.

أقرص نفسي كل صباح وأنا أدون تلك الأشياء التي أشعر بالامتنان من أجلها: أنا متزوجة من توأم روحي، «نيك» (Nick)، لدي ابن الزوج الأكثر قدسية يمكن تخيلها، «ليو»، (lo), لدي مهنة مزدهرة وعمل أحقق فيه ذاتي ويساعد النساء على عيش حياتهن الأفضل، أنا محاطة بعلاقات تلهمني، قلبي يطفح إلى حافته بالحب، وأنا الآن أقوى وأكثر صحة مما سبق أن كنت في حياتي. من الموثوق أني ثرية جداً، سليمة الصحة، وطافحة بالحب. أريد الآن أن أريك كيف يمكنك أن تروضي أنثاك العادية وتختبري حياة؛ عامرة بالحب أيضاً.

لأنني أنثى اعتيادية مثلك تماماً.

أنا لست أكثر خصوصية منك. ولا أتمايز عنك سوى بأني كنت أمتلك الشجاعة لأختار بصورة مختلفة. وأنت بمقدورك ذلك أيضاً! نعم، كان عندي بعض الامتيازات، مثل أني ولدت في أستراليا في عائلة من الطبقة المتوسطة. لدي أبوان داعمان وأربعة أطراف قابلة للعمل. أفهم أن ثمة عقبات يمكن أن تعيق طريقك بأية حال، العقبة الأكبر هي أنثاك العادية.

بالرغم من أني درست العديد من الفلسفات المختلفة والمدارس الفكرية، أنا لست هنا لأقدم الوصايا بالتأكيد. إن الأمر ليس إعطاء تعليمات صارمة أو إخبارك بما يجب وما لا يجب أن تقومي به. وهذا ليس كتاب «طريقي أو طريقي السريع» كتاب اللوائح والتعليمات.

أنا هنا لآخذ بيدك، لأتشارك معك رحلتي وما تعلمته طوال الطريق. كل ما في هذه الصفحات تعرفينه في أعماقك، ولكن على امتداد رحلتك الطويلة فى الحياة وجد من يقول لك بأنك لست ذكية كفاية، أو من حطم قلبك، أو عرضك للترهيب والأذى والسخرية، أو طلب منك التوقف لأنك غبية، تلك الأحداث التي دفعت بك إلى إغلاق ذلك القلب الجميل قليلاً.

أريد بكل بساطة أن ألهمك لتروضي أنثاك الداخلية العادية وتعيشي حياة أحلامك. لأنك يا عزيزتي، عندما تفعلين، يتغير كل شيء. والحياة لأكون صريحة تبدأ بتعريق الصخور.