ماذا! ألا ننفق أموالنا بأنفسنا؟ كلا، نحن لا نفعل. فكلما ازددنا غنى، تزداد الحاجة لجعل أشخاص آخرين ينفقونه نيابة عنا. وصدقني، ستكون المخاطرة شديدة إن تولى غيرك زمام الأمور، وذلك لأنك ستفقد إحساسك بقيمة وأهمية ثروتك بالنسبة لك. ومن السهل علينا أن تعتقد أنه بسبب انشغالنا الشديد، وطلب أحدهم منا تولي هذا الأمر، فلا مشكلة في أن نسلمه حينئذ زمام الأمور.

ولقد لاحظت أن الأثرياء الناجحين لا يسلمون زمام أمورهم لآخرين مطلقاً، بل يواصلون متابعتهم لشئونهم بكل حرص وطوال الوقت، وبالطبع قد يأتي الوقت الذي نسلم فيه زمام الأمور لأشخاص آخرين عندما نكبر في السن ونهرم بدرجة تعجزنا عن متابعة شئوننا بأنفسنا، لكن حتى يحين هذا الوقت، لا تتخل عن شيء.

أتريد أمثلة؟ بالطبع سأعطيك أمثلة. لديَّ صديق له ثروة معقولة ولا يمانع أن يتولى أي شخص حوله عملية إنفاق المال نيابة عنه، فمثلاً هو يترك البستاني ليشتري المعداتالتي يحتاج إليها بنفسه بما فيها ماكينات جز الحشائش والمناشير الكهربية وغيرها. ما هي المشكلة إذن؟ المشكلة هي أن ذلك البساتي يستخدم ماكينات لجز العشب تعادل في قيمتها السيارات الرولزريس بين السيارات، وما على صديقي هذا إلا توقيع الشيكات ويذهب البستاني بعدها لكوخ الأدوات وهو يضحك ملء شدقيه. كما أن صديقي يدفع لمنظمي الحفلات ليأتوا ويزودوه بالأطعمة كلما أقام حفلاً. وثانية، ما عليه إلا توقيع الشيكات، ويمده المنظمون بحفل عشاء كامل من جميع الأوجه.

آه، قد أسمعك تقول" " وماذا في هذا؟ ما دام يملك المال "نعم، إنه يستطيع ذلك لكنه أيضاً:

يتعرض للاستغلال مرة تلو الأخرى.

لا يحصل على مردود جيد لأمواله.

يفقد السيطرة تدريجياً على شئونه المالية.

يفقد احترام موظفيه ومن يعملون لديه وكذلك شركات الخدمات المستأجرة والذين ينظرون إليه على أنه مغفل – يملك المال ولا يملك العقل (وقد يكون هذا السلوك مقبولاً منه إذا كان ينتمي من الأساس للطبقة الأرستقراطي، لكنه صنع ثروته بنفسه وهذا ما يدعو للعجب).

وهو يتصرف بنفس الأسلوب عند شراء أي سيارة، حيث يتصل بالمعرض ويأتون ليسلمون السيارة الجديدة، والمشكلة هنا هي أنهم دائماً ما يعطونه السيارة التي ليس عليها إقبال ولم يستطعيوا بيعها.

واسألوه عن السيارة البنتلي الوردية التي لم يكن أحد ليشتريها ولو بعد مليون سنة. ودائماً ما أغيظه وأقول له إنني أتساءل ما إذا كان المعرض به واجهة زجاجية كبرى بحيث يرونه قادماً.

لابد أن تتحكم في إنفاقك بنفسك إذا أردت أن تكون لك السيرطة على شئونك المالية – وكرامتك، وهكذا لن تفرض عليك أي سيارة بنتلي وردية . لا تسلم أحداً بطاقة ائتمانك، ولا تعط لأحد السلطة ليوقع شيكاتك بدلاً منك. لا تجعل أحداً يتصرف نيابة عنك. ضع للآخرين ميزانية محددة، واجعلهم يستأذنونك قبل الإنفاق. تحقق من الكلمات المكتوبة بخط دقيق، تحقق من كل شيء وتشكك في كل شيء. حافظ على سيطرتك وتحكمك في مالك، ولا تشترك أبداً في حسابات مشتركة، فلا حاجة لك بها في هذا الوقت والعمر.