بالطبع من حقك أن تتبع الطريق الذي يعجبك ، لكن سينتهي بك المطاف في نفس المكان مع الآخرين ، وإذا كان هذا المآل حسناً ، سيكون عليك أن تشاركه مع الكثيرين ، أما إذا كان سيئاً ، فلماذا يجب عليك التواجد فيه من الأساس ؟

إن التفكير الإبداعي الخلاق هو وسيلة رائعة لجني المزيد من الأموال .

انظر إلى الأشخاص فاحشي الثراء وستجد أنهم يشتركون في قدرتهم على أن يسبقوا من حولهم بخطوة ، وأن يفكروا بإبداعية ( أو ما يطلق عليه التفكير خارج الصندوق ) ، وأن يخرجوا بأفكار وخطط لم يفكر بها باقي الناس ، وهذا لا يعني أنه عليك أن تكون مهملاً أو مقامراً . بل يعني أن تفكر بصورة مختلفة عن الآخرين . لكن هذه هي المشكلة التي يواجهها معظم الناس . إن مقاومة إغراء السير مع القطيع لأمر صعب . فإذا ما ساءت الأمور ، فوجود المرء مع الآخرين في تلك الضراء يخفف عليه من أحاسيس الحزن ، وإن كان لا يخفف من إحساس اللوم لذاته . كن منفرداً بذاتك حتى وإن كان هذا صعباً عليك .

والعكس صحيح تماماً . فإذا ما سارت الأمور بصورة طيبة وأنت مع القطيع ، فيمكنكم الاحتفال سوياً ، والمشاركة في السُّراء . والأمر

يشبه عندئذٍ مباريات الكرة ؛ حيث يعطيك إحساساً طيباً بالاحتفال سوياً

وهذا الأمر يتطلب من الشخص شجاعة وثقة بالنفس ونضجاً ــــــ ناهيك عن وجود القدرة الإبداعية والدافعية ــــــ وذلك لكي يقف على قدميه ويمضي في سبيله الذي يرتئيه . يتعين عليك أن تكون واثقاً من نفسك للغاية حتى تدير ظهرك لتلك السراء والضراء التي يتشارك فيها الناس . عند انهيار سوق الأوراق المالية في أكتوبر عام 1987 ، خسر العديد من الناس كميات هائلة من النقود ، لكن اثنين من الناس لم يمرا بهذا ؛ حيث حولا أسهمهما إلى أموال سائلة في أغسطس ، وهما المليارارة ديران " كيري بيكر " و " جيمي جولد سميث " ، وتذكر أنك كلما كنت قريباً من الخسارة، زاد احتمال أن تقدم على المقامرة .

لقد شاهدت موقعاً على الإنترنت منذ يومين ـــــ عن شركة سمسرة ــــــ والذي ادعى أنه يعرض أكثر خمسة أسهم ذائعة  الصيت معطياً السبب

وراء ضرورة بيعهما ، حتى لو كانت نصائح أصدقائك ، أو جيرانك أو افراد عائلتك تنصح بغير ذلك . إن تلك الأسهم ظلت مرتفعة لفترة من الوقت ولابد لها أن تنهار بسرعة . قم ببيعها الآن واخرج من القطيع ، وكنت أفكر في نفس ان صانعي الأموال الحقيقيين لن يكونوا هناك من الأساس ، وأنهم بالتأكيد يستثمرون أموالهم الىن في شيء آخر لم يخطر على بال أحدنا مظلقاً .

لقد استثمر العديد من الناس في مزارع النعام ، أين هم الآن ؟ كما استثمر الكثيرون في مزارع دود القز ، ومن المفترض أن تشتريه منك الشركة الام ثانية . أجل ، صحيح . بالطبع سيفعلون ذلك ، لكن فقط في أحلامك !

لقد استثمر أحد أبنائي مبلغ عشرة دولارات لكي يبدأ مشروع تربية ديدان الحلزون الكبيرة ، ولقد اشترى اثنتين منهما لكي يربيهما ، ولقد أطعمهما ورعاهما لمدة ستة أشهر إلى ان صارحته بأن تلك الحلزونات آتية من حديقة اشتراها أحد الأشخاص مؤخراً ، ولم يكن ابني وحده في هذا الأمر ، بل اشترى العديد من الأطفال نفس الحلم الزائف . الآن ، وبعد ان حققت الثروة ، فأنت لا ترغب في التخلي عنها ، لذا سيكون القسم التالي عن كيف تتمسك بثروتك بعد تحقيقها ، وذلك بالطبع على افتراض أنك لن تقع في خدع الحلزونات العملاقة أو مزارع النعام . الغرض هنا هو أن تتعلم كيف تحفظ وتحمي وتستمتع بثروتك ؛ فأنت بالطبع لا تريد أن تضيع ثروتك بعد أن شقيت لتكوينها أو تبعثرها هباء أو حتى تعطيها لي . كلا ، النقطة الأخيرة ليست سليمة ،  بإمكانك  بالطبع أن تعطي ثروتك إن رغبت في ذلك .

هناك عدد لا يحصى من مواقع الإنترنت تعرض لك الاعتناء بمالك بدلاً منك . تجاهلهم تماماً . إنهم يقولون شيئاً مثل : ابدأ استمتاعك بأموالك بحرية من اليوم ـــــ لا وقت تضيعه ! كل ما عليك فعله هو أن تشترك في خدمة الخطابات الإخبارية وتشتري كتابهم الخاص بــــــ " تحقيق الثراء السريع " على الفور . إنهم يعدون بتحويلك إلى مليونير خلال ثلاث إلى خمس سنوات لا أكثر .

وقد يحق لك المطالبة باسترجاع أموالك التي دفعتها في كتابي هذا إذا لم تنجح ما به من أفكار ؛ لأني لا أقول لك أكثر من أن العمل الجاد والإخلاص والتفاني والتركيز والإبداعية والتفرد عمن حولك والتخطيط المسبق والعمل الجاد الأمين هو سبيل تحقيق النجاح والثروة .