إن الذين يعتقدون أنهم لا يستحقون إلا ذلك المقابل المادي يدفعه لهم أرباب اعمالهم يبخسون من حق أنفسهم بصورة كبيرة . إن الشركات الكبرى تعتمد على هؤلاء الناس الذين لا يشككون في ما يستحقونه ، لا تسمح لهم بفعل هذا معك .

وهناك العديد من النقاط التي تؤيد هذه الفكرة . أولها هو أن الذين يعملون لصالح الشركات ، والذين يغيرون وظائفهم بصورة معتادة دائماً ما يحصلون على علاوات وزيادات في رواتبهم كل مرة يغيرون فيها وظائفهم وبالتالي يكسبون أكثر من أولئك الذين يمكثون في نفس الوظيفة في شركاتهم ( والذين ربما تكون لديهم أسباب وجيهة لذلك مثل كونهم سعداء راضيين بهذه الأعمال ) . وإذا قررت أن تستقر في وظيفة واحدة فعليك أن تعرف كيف تطلب المزيد وكيف تظهر للشركة أنك تقدم لها من المهارات والإضافات ما يبرر تلك الزيادة التي تطالب بها .

وثانياً ، لن تدفع أي شركة مقابل أي شيء أكثر مما هي مضطرة لذلك . لذا لابد أن تكون جريئاً وتطلب اموالاً أكثر ، وتظهر لهم أنك تستحق ذلك، وهذا الأمر يتطلب منك أن تقدم على الفعل . لا تنظر ان تمنحك الشركة التقدير الذي تستحقه . والأمر ينطبق عليك إذا كنت تعمل حراً ــــــ فلن يعرض أي شخص زيادة في الراتب من تلقاء نفسه . لابد أن تتحرك بنفسك وتظهر لأصحاب عملك انك تستحق المزيد .

وثالثاً ، إذا ما ظل ذلك الإحساس بأنك تستحق أكثر مما تحصل عليه بداخلك ، فستكون قلقاً على الدوام ، طموحاً ، تواقاً للحصول على المزيد ، لكن إذا ماقبلت كل ما يعرض عليك دون نقاش ، فسترضى وتقنع بما انت فيه وسيتعامل معك الناس على انك أمر مسلم به .

وهذا الكتاب ليس مخصصاً لشرح الطرق التي تستطيع الحصول بها على زيادة في راتبك[1]، لكن إليك بعض النصائح في هذا الصدد :

• لا تؤمن بداخلك أنك تستحق ما تحصل عليه فقط ــــــــ فهذه هي نقطة البداية . اختر لحظتك المناسبة واطلب المزيد .
• كوّن فكرة واضحة عما تشعر أنك تستحقه ـــــــ ولماذا . فإذا ما عملت أكثر، وأنجزت نجاحاً أكبر ، وأنتجت أكثر وحققت نتائج أفضل ، يحق لك عندئذ أن تقول هذا وتطالب بمقابل لكل ذلك .

• لا تساوم على المال فقط ـــــ ضع اعتبارك المميزات الأخرى مثل : السيارة، معاش في التقاعد ، الإجازات ، الامتيازات ، المسئوليات ، بيئة العمل ومساحته والعاملين معك ، أياً كان ما تريده مقابل مجهودك .
• إذا تم رفض طلبك ، أعلم السبب وراء ذلك وما يمكنك فعله لتحصل على مبتغاك .
• عد لمطالبك ثانية بعد تقويم أوجه الضعف التي علمتها من النقطة السابقة .
• احتفظ بهدوئك طوال الوقت .
• لا تقارن نفسك أبداً بأي شخص آخر ؛ فأنت متفرد ولا مجال للمقارنة مع الآخرين .
• لا تهدد أبداً بترك العمل . اترك العمل إذا لم تُجب طلباتك ، لكن دون تهديدات أو شجار أو افتعال ، فقد يكشف أصحاب العمل أنك تهددهم تهديداً فارغاً ، كما أنهم لو استجابوا لتهديداتك ، فلن تحترمهم مطلقاً بعد ذلك .

إذا قال لك أصحاب العمل إنهم لن يستطيعوا أن يعطوك ما تريد ، اعرف منهم ما يجب فعله لتحسن من نفسك ، ثم افعله وعد لهم مجدداً . عندئذ لن يستطيعوا الرفض ، أليس كذلك ؟ إن الحصول على المزيد من المال ، أو أي مميزات أخرى ، هو عملية خاضعة للتفاوض . إن من يحسنون التفاوض يحصلون على المزيد ، الأمر بهذه البساطة . اشحن مهاراتك التفاوضية ( انظر القاعدة رقم 31 ) . ولا تجلس لتنعي عدم قدرتك على الحصول على ما تريد ، اعمل بجد ثم عد لطلبك مجدداً .

لا تسلك الطريق الذي يسلكه الجميع

بالطبع من حقك أن تتبع الطريق الذي يعجبك ، لكن سينتهي بك المطاف في نفس المكان مع الآخرين ، وإذا كان هذا المآل حسناً ، سيكون عليك أن تشاركه مع الكثيرين ، أما إذا كان سيئاً ، فلماذا يجب عليك التواجد فيه من الأساس ؟

إن التفكير الإبداعي الخلاق هو وسيلة رائعة لجني المزيد من الأموال .

انظر إلى الأشخاص فاحشي الثراء وستجد أنهم يشتركون في قدرتهم على أن يسبقوا من حولهم بخطوة ، وأن يفكروا بإبداعية ( أو ما يطلق عليه التفكير خارج الصندوق ) ، وأن يخرجوا بأفكار وخطط لم يفكر بها باقي الناس ، وهذا لا يعني أنه عليك أن تكون مهملاً أو مقامراً . بل يعني أن تفكر بصورة مختلفة عن الآخرين . لكن هذه هي المشكلة التي يواجهها معظم الناس . إن مقاومة إغراء السير مع القطيع لأمر صعب . فإذا ما ساءت الأمور ، فوجود المرء مع الآخرين في تلك الضراء يخفف عليه من أحاسيس الحزن ، وإن كان لا يخفف من إحساس اللوم لذاته . كن منفرداً بذاتك حتى وإن كان هذا صعباً عليك .

والعكس صحيح تماماً . فإذا ما سارت الأمور بصورة طيبة وأنت مع القطيع ، فيمكنكم الاحتفال سوياً ، والمشاركة في السُّراء . والأمر