إذا ما كنت في عرض البحر وارتفع الموج، من الطبيعي أن تتجه على أقرب مرفأ آمن – إلى مأوى يحميك من العاصفة. غنك لا تضيع الوقت عندئذ في التفكير فيما إذا كان هذا المرفأ مزوداً بحمامات فاخرة أو به فرع من فروع مطعمك المفضل أو يتقاضى تكاليف أقل مقابل رسو المركب، كلا، إنك تندفع هلاباً من وجه العاصفة، بينما لا يزال هناك مكان في المرفأ وتكون ممتناً لأن هذا المكان يوفر لك الشيء الوحيد الذي تحتاج إليه في هذه اللحظة – ألا وهو الأمان.

وكسب المال يشبه هذا الأمر. أحياناً ما تكون مضطراً للتصرف وحسب. ما دمت تحصل على عائد من فعلك هذا، فهو أفضل من عدم إدامك على أي فعل. ليس هذا أمراً معقداً، لكنك ستندهش من عدد النسا الذي يغفلون هذا الأمر ويفكرون قائلين: "سأقرر لاحقاً فيما سأستثمر ذلك القدر الذي ادخرته من المال – لا يمكنني أن أقرر الآن ما إذا كنت سأستثمره في الأسهم أم أضعه في حساب الادخار"، وهكذا لا يفعلون شيئاً، ويظل المال معهم دون أن يدر عليهم أي ربح، بل والأسوأ من هذا هو أنه يفقد قيمته بسبب التضخم.

إنك لست بحاجة إلى التفكير بتمعن في هذا الأمر. إنك لست بحاجة إلى التفكير العميق، بل إنك في حقيقة الأمر لست بحاجة إلى التفكير في الأمر على الإطلاق.

لقد عاش مقاتلوا الساموراي وفق عيدة بسيطة: لا تردد، لا تشكك، لا مفاجآت، لا خوف. وهي بالفعل الاستراتيجية السليمة لفعل أي شيء، فهي تعني أنه بمجرد استقرارك على فعل معين (أو معركة) التزم به، اعرف كل شيء يجب عليك معرفته عن الأمر، لا تخف وانته من الأمر بأسرع ما يمكنك. إذا ما رأيت قتالاً بين مقاتلي الساموراي للاحظت أنهما يدوران حول بعضهما في دوائر وفجأة تحدث ثورة من النشاط. فترة قصيرة من العنف الشديد المركز، ثم ينتهي الأمر. ويسقط أحدهما أو حتى كلاهما صريعاً. والدوران هنا ليس بغرض الاستعداد، فلد تم هذا الاستعداد عبر سنوات وسنوات من التدريب. إن هذا الدوران يهدف إلى إرباك خصمك – وتشتيت تفكيره، لكن عندما يهاجم المقاتل فهو يهجم بصورة مباشرة لا تشوبها شائبة تردد، ولا بد لخططك المالية أن تكون لها نفس الحدة والقوة.

إن الإقدام على الفعل هو أفضل بمراحل من السكون وعدم اتخاذ أي فعل، وأحياناً ما يكون التصرف السريع أفضل بكثير من الانتظار والتمسك بالاحتمالات المتاحة. افترض انك تشتري وتبيع الأشياء الأثريه كهواية تكسب منها المال، فإذا ما اشتريت طبقاً بعشرة جنيهات أملاً أن تبيعه بثلاثين جنيهاً ثم جاءك من يريد شراءه بعشرين جنيهاً في خلال ساعة، اقبل بالعشرين جنيهاً ثم اذهب لشراء اثنين آخرين حتى تبيعهما بنفس الوسيلة. في بعض الصناعات يطلق على هذا اسم "التمخيض" – أي الحفاظ على حركة البيع والشراء قائمة. احسب الاحتمالات بسرعة، تدبر المزايا والعيوب، ثم أقدم على الفعل.