يحيى الرخاوي

يعتبر الأستاذ الدكتور يحيى الرخاوي شخصية مركبة لا تصنف بسهولة فهو عالم وطبيب نفساني متمكن مـن طبـه ، وله في مجال الطب العديد والعديد من المؤلفات والدراسات التي تتناول المسائل النفسية العميقة ، وهو روائي شهير فاز بجائزة الدولة التشجيعية للآداب عام ١٩٧٩ م عن روايتـه ( المشي على الصراط ) كما أنه شاعر فذ له ديوانان بالفصحى هما ( البيت الزجاجي والثعبان ) و ( سر اللعبة ) وله ديوان بالعامية هو ( أغوار النفس )  .

 الدكتور الرخـاوي مهووس باللغة العربيـة حتى النخاع ، فهـو مـن أشـد المدافعين عنهـا ، فهـو يـعـارض تـدريس الطب والعلوم التطبيقية باللغـات الأجنبية ، وبلـغ بـه التحـدي إلى أن كـتـب علـم السيكوباثولوجي شـعراً بالعامية المصرية ، ثم قام بشرح هذا الديوان ليثبت قدرة اللغة العربية على احتواء العلوم والفنون ، ويقول : إن مرضانا يمرضون بالعربية ، ويشكون بالعربية ، فكيف أعالجهم وأدرسهم وأشرح حالتهم إلا بالعربية ؟!! . 

البارز في حياة الدكتور الرخـاوي أنـه انسـان فـعـال في مجتمعه ، يدرس طلابه في الجامعة ، ويعالج مرضاه في عيادته ، ويكتب الرواية الأدبية ويقرض الشعر الفصيح ، وينظم الشعر العامي ، ويشارك في برامج التلفاز ، ويكتـب المقالات الصحفية ، فكـل هـذه المواهـب المتنوعة في شخص الرخاوي لها دلالة على أن الإنسان ذو طاقة هائلة وجبارة يستطيع أن يحولها إلى نتاج ايجابي انساني إذا أحسـن استعمالها ووجهها الوجهة السليمة كما أن لها دلالـة أخـرى مهمـة وهـي أن لا يوجد تعـارض بين العطـاء في التخصص الذي يختاره المـرء أكاديمياً وبين إبداعه في مواهبـه الذاتيـة الأخرى .