يسرق النظام النقدي ثروتنا من خلال التضخم. ويوضح الرسم البياني التالي سبب معناة الطبقة الفقيرة والمتوسطة، بصرف النظر عن مدي اجتهادهم في العمل.

س: كيف يسبب النظام النقدي التضخم؟

س: كيف ينجو الناس عندما ترتفع الأسعار؟

أسري الديون                                                            

عندما تراجع دخل الطبقة المتوسطة، وارتفعت الضرائب والأسعار، اتجه العديد من الأشخاص إلي بطاقاتهم الائتمانية للنجاة، فصاروا أسرى للديون.

نوعان من الأغنياء

س: كيف يزداد الأغنياء ثراء، إذا كانت الطبقة الفقيرة والمتوسطة تزداد فقراً؟

ج: هناك نوعان من الأغنياء. النوع الأول من الأغنياء هم الأغنياء حقاً؛ فهم يزدادون ثراء، والنوع الآخر من الأغنياء هم الذين يزدادون فقراً

س: أخبرني مجدداً... ما االفارق بين هذين النوعين من الأغنياء؟

ج: النوع الأول من الأغنياء هم الأشخاص الذين يشغلون الوظائف ذات الرواتب المرتفعة، مثل المديرين التنفيذيين للشركات، والأشخاص المهنيين مثل الأطباء والمحامين، واللاعبين الرياضيين، ونجوم السينما، فهم أغنياء ذوو دخل مرتفع.

والنوع الآخر من الأغنياء هو الشخص الذي لا يحتاج إلي وظيفة ليكون غنياً. فمعظم هؤلاء الناس هم أغنياء ذوو ممتلكات.

نزع الملكية المجاورة

قبل عام2007، ارتفعت أسعار المساكن بصورة منتظمة علي مدي سنوات. عندما ارتفعت أسعار المنازل، بدأ المليونيرات من أصحاب المنازل بسحب "قروض الأصل العقاري"، والتي استخدمها العديد لتسديد مديونية البطاقات الائتمانية أو الذهاب في إجازة. وباستخدام منازلهم كماكينات الصراف الآلي...فقد تعلموا بالطريقة الصعبة – عندما انقلبوا رأساً ععلي عقب – بأن "منزلهم ليس أحد الممتلكات".

عندما انهارت أسعار المساكن، انخفض استخدام بطاقات الائتمان، وعندما توقف أصحاب المنازل عن استخدام بطاقاتهم الائتمانية، تباطأ الاقتصاد لأنه يعتمد علي نفقات المستهلكين واستخدام بطاقاتهم الائتمانية، وعندما خفض المستهلكون نفقاتهم، بدأ تجار التجزئة يشعرون بالمعاناة، وحينما يعاني تجار التجزئة يعاني الاقتصاد العالمي.

اليوم، في عام2014 ، هناك ما يقرب من 115 مليون أسرة في الولايات المتحدة، وفيما يتعلق بتلك115 مليون أسرة، هناك 43 مليون أسرة من المستأجرين و25 مليون أسرة أو عائلة يمتلكون منازلهم بدون رهن عقاري، وهناك ما يقرب من 50 مليون أسرة برهونات عقارية، وتشير التقديرات إلي أن ما يزيد علي 24 مليون أسرة "بلا قيمة عقارية حقيقية"، ما يعني أنهم مدينون علي منزلهم بأكثر من قيمته المالية.

وطالما يشعر أصحاب المنازل بالفقر، سيعاني الاقتصاد.

الجيل الضائع

عندما خسر مليونيرات الطبقة المتوسطة وظائفهم ومنازلهم، وبدأوا باستخدام حسابات التقاعد لدفع الفواتير، كان هناك ضحية أخري: أطفال هؤلاء الطبقة المتوسطة.

في جميع أنحاء العالم، هناك جيل من الشباب معروف باسم الجيل الضائع الجديد. إنهم خريجو الكليات والمدارس الصناعية والمدارس الثانوية الذين لا يستطيعون إيجاد وظائف أو الوظائف التي تناسب مستواهم التعليمي، والأهم من مسألة الدخل، فهم يفتقدون خبرة العمل الحاسمة في الحياة الواقعية، وبدون خبرة العمل في الحياة الواقعية ففي العشرينات والثلاثينات من أعمارهم، ستعاني قدراتهم علي تحقيق الربح والدخل في السنوات اللاحقة؛ ولهذا السبب غالباً ما يطلق عليهم الجيل الضائع.

الشباب والمتعلمون والمدينون

يتخرج العديد من أولئك الذين تلقوا تعليماً عالياً وهم مثقلون بديون قرض الطلبة، والتي ربما تكون الأسواء من كل الديون المحتملة، وعلي عكس قرض السيارة، أوقرض السكن، أو قرض الأعمال التجارية ، نادراً ما يصدر العفو عن دين قرض الطلبة. فالطالب لا يمكنه إشهار إفلاسه وترقب إصدار العفو عنه؛ فمديونية قرض الطالب هي المشكلة التي تعوق نجاح الطالب في الحياة. سيواجه العديد منهم المشكلات عند شراء سيارة، أو منزل، أو الاستثمار من أجل مستقبلهم حتي يتم تسديد مديونيتهم بالكامل من قرض الطلبة،  وربما يعالج التعديل الحالي لبرامج قرض الطلبة تلك القضايا والتحديات. 

العديد من هؤلاء الشباب هم أطفال عائدون، أي الأطفال الذين يغادرون المنزل، وفي النهاية يعودون للعيش مع الأم والأب، وهذا يصنع العديد من الأمهات والآباء من جيل الوسط، وهم الأشخاص الذين يعتنون الآن بأطفالهم وآبائهم، وغالباً ما يعيش ثلاثة أجيال تحت سقف واحد.

توفر بلدان أخري تعليماً علياً مجانياً، وفي أمريكا، نحن نساعد علي وجود أسرى للديون من خلال طلابنا.

س: هل هذا سبب قولك إن كل شخص يحتاج لفرصة ثانية؟ لأن بعض الأغنياء يصبحون فقراء، وتتقلص الطبقة المتوسطة، وارتفاع معدل الفقر، وحصول طلابنا علي تعليم عال، ووجود البطالة الجزئية، والغرق في الديون؟

ج: نعم. فالعالم يتغير والأموال أيضاً، وأولئك الذين كانوا يعملون في الماضي بقواعد المال في العالم القديم، تم محوهم في الوقت الحاضر.

فنحن نعيش في عصر المعلومات، وهناك وفرة في المعلومات، والكثير منها مجاني، ولكن بدون التعليم المالي لن يستطيع أي شخص تحويل تلك المعلومات إلي معرفة.

س: وإذا كانت المعرفة قوة، فبالتالي هناك ملايين الأشخاص من أصحاب التعليم العالي ولكن بدون الكثير من القوة. هل هذا هو السبب الذي يجعل ملايين الأفراد بحاجة إلي فرصة ثانية...لاستعادة قوتهم؟

ج: أجل.

س: نُشر كتاب The Millionaire Next Door  في عام1996، ونُشر كتاب الأب الغني والأب الفقير في عام 1997. فما كان الفارق بين الكتابين؟

ج: كان كتاب The Millionair Next Door  يدور حول صافي القيمة المالية لأصحاب الملايين، وكان كتاب الأب الغني والأب الفقير يدور حول التدفقات النقدية لأصحاب الملايين.

س: هل هناك اختلاف؟

ج: هناك اختلافات كبيرة جداً.  كان العديد من أصحاب الملايين صافية القيمة يعدون التزاماتهم، مثل منزلهم وسيارتهم، بوصفه ممتلكات، وعندما انهارت أسواق العقارات والأوراق المالية، تم تدمير العديد من أصحاب الملايين صافية القيمة بسبب قيمة التزاماتهم.

وأصبح العديد من أصحاب ملايين التدفقات النقدية، المليونيرات الذين يربحون دخلهم من الأصول العقارية، أغني. لقد صاروا أكثر تراء من خلال شراء التزامات أصحاب الملايين صافية القيمة بأسعار رخيصة جداً.

س: إذن بدون التعليم المالي، لن يفهم المليونيرات الفارق بين الأنواع المختلفة من الأغنياء؟

ج: هذا صحيح. هناك عدة طرق مختلفة يستطيع الشخص من خلالها تحقيق ثروة كبيرة. علي سبيل المثال، بإمكان المرء أن يرث ثروة أو يتزوج من أجل الثروة، وكما يقول وارن بافيت دائماً:"هناك عدة طرق لدخول الجنة المالية". بما أن أبي الفقير كان فقيراً، رجلاً بدون ممتلكات، فلم تكن لديً ثروة لكي أرثها. كما أنني لم أرغب في الزواج من أجل المال، وفي سن مبكرة، قررت أن أحقق ثروتي الخاصة علي خُطى والدي الغني – عن طريق التعليم المالي واكتساب الموجودات.

س: إذن ... بدون التعليم المالي، لن يعرف معظم الناس الفارق بين الممتلكات والالتزامات، ولذلك تُسرق ثرواتهم بسبب افتقارهم إلي التعليم المالي. هل هذا ما تقصده؟

ج: نعم. إذا عرف الشخص التعريفات البسيطة للمصطلحات المالية الأساسية، فسوف تزداد ثرواتهم، والخبر السار هو أن هذه الكلمات مجانية.