قبل أن تتمكن من تغيير السوق أو توجهات الناس، عليك أولاً أن تغير منظورك وطريقتك في التفكير؛ فلقد كتبت هذا الكتاب بنية واضحة وهادفة، وهي تقديم خطة منظمة من شأنها أن تمكنك من تحقيق أهدافك في الحياة والعمل، وما أتمناه أكثر من أي شيء آخر هو أن أغير منظورك.

هذا ليس كتابا مفعما بالتعزيزات الإيجابية، أو كتابا يحوي المعلومات التقليدية نفسها التي تزخر بها العديد من كتب التنمية البشرية؛ بل إنني أقدم ندوات تحفيزية بانتظام، حققت كل واحدة منها نجاحا باهرا، حيث كانت التذاكر تنفد في لمح البصر. والسبب في تحقيق ندواتي لكل هذا النجاح هو أن المعلومات التي أقدمها إلى الحاضرين قابلة للتطبيق على أرض الواقع؛ حيث كانت الندوات مزيجا متعادلاً من النظرية والتطبيق. وقد وضعت معادلتي الخاصة بالنجاح في هذا الكتاب كي تتمكن من استخدامها. لقد ساعدتني التدريبات والأفكار المذكورة في هذا الكتاب على الانتقال من العمل في مطعم لتقديم البيتزا إلى امتلاك شركتي الخاصة للياقة البدنية، وأن أحظى بـ ١٠٠٠٠ عميل في جميع أنحاء العالم. كما ساعدت عميلي تومي بالمر البالغ من العمر 50 عاما على الانتقال من كونه شخصا تعيسا مصابا بالبدانة إلى التأهل كمدرب شخصي، وكذلك ساعدت جيل البالغة من العمر ٤ ٣ عانا على الانتقال من كونها امرأة غير راضية عن حياتها إلى أن تتولى زمام أمرها وتفتتح إلى الآن مطعمين ناجحين. إنك ستقرأ المزيد عن قصتي تومي وجيل في الصفحات القادمة من هذا الكتاب.

إننا نطور سياراتنا، وحواسيبنا، وهواتفنا، ولكن ماذا عن طقوسنا، وعقلياتنا، وطرقنا في التفكير؟ ثق بي، عندما تبدأ في ترك العنان لأحلامك الخلاقة والتصرف بناء عليها، سوف تكتشف منظورا جديدا كليا حول مدى الروعة التي يمكن أن يصبح عليها الأمر. هناك العديد من كتب المساعدة الذاتية بالفعل - إنها صناعة في حد ذاتها - ولكن ما أريد أن أقدمه في هذا الكتاب هو نهج عملي قابل للتطبيق- إنه مزيج من تجاربي الخاصة والدروس المستفادة التي استقيتها ممن أرشدوني ووجهوني على مدار حياتي- من بين جميع الدروس والعادات الموضحة في هذا الكتاب، فإن تحسين الطريقة التي تتحدث بها إلى نفسك هو أهمها على الإطلاق. يمكن لقوة الإرادة مع الاحتفاظ بمفكرة مدون بها أسرار النجاح أن يكون لهما مردود ولكنه محدود الأثر- وكي تحظى بتغيير دائم مع مرور الوقت، فإنك بحاجة إلى

تطوير حوارك الداخلي؛ حيث إنه سيصبح العامل الأكثر أهمية. أكاد أجزم أنك قرأت شيئا كهذا من قبل، وخاصة إذا كنت من قراء كتب تنمية الذات.

لقد كنت منخرطا تماما في قراءة كتب التنمية الذاتية خلال فترة المراهقة، ولكنني لم أكن أطبق ما أحصل عليه من معلومات على أرض الواقع، وكان هذا هو السبب في عدم رضاي عن النتائج التي كنت أحققها. إنها مشكلة كبرى تتعلق بهذا النوع من الكتب، فالتطبيق أمر جوهري ولكنه أكثر شيء يفشل فيه الناس.

أعتبر نفسي تلميذا في مجال تنمية الذات، وبصرف النظر عن كوني أشبه بطالب منكب على كتبه، إلا أنني أقضي الكثير من وقت فراغي في حضور الندوات في جميع أنحاء العالم. وكثيرا ما كنت أترك ندوة يفترض بها أن تمتد طوال اليوم، بعد ساعة واحدة فقط، لأنني حصلت بالفعل على المعلومة التي كنت أحتاج إليها كي أتمكن من تنفيذ فكرة معينة. أعتقد أننا إن طبقنا ١٠/ فقط مما نعرفه، فإننا سنحقق نجاحا ساحقا. لدى معظمنا ما يحتاج إليه من معلومات للقيام بأمور مثل إنقاص الوزن أو ربح المال أو تحسين علاقاتنا بالآخرين ... إلخ؛ ولكن ما نفشل فيه هو تطبيق هذه المعلومات.

إن كتب تنمية الذات إما ستزيد من اعتدادك بنفسك، أو ستكون مجرد إضافة جديدة إلى رفوف مكتبتك، والآن هل تشتريها لتزيد عدد الكتب في مكتبتك أم لأنك تريد حقا تطوير حياتك بطرق لم تفكر فيها مسبقا؟ على خلاف الكتب الأخرى فإن هذا الكتاب سيجبرك على تطبيق كل ما ستتعلمه بداخل هذه الصفحات. أما مفكرة النجاح في نهاية الكتاب فإنها ستمنحك مزيدا من المساعدة على تحويل نصائحي إلى عادات تسير عليها لتغيير حياتك. وبرغم من أشير إليهم على مدار الكتاب من أصحاب المشاريع ورواد الأعمال فإن الأمر ليس مقتصراً على الأشخاص الذين يملكون عملهم الخاص وحسب. في الواقع فإن عادات هذا الكتاب يمكن للجميع تطبيقها.

إننا غالبا ما نقرأ الكتب ثم نتركها، ولكنني أريد منك أن تملأ صفحات هذا الكتاب بآرائك وأفكارك. لقد وضعت تدريبات أريد منك حلها، وتركت مساحة للملاحظات التي أريد منك كتابتها؛ لذا من المهم أن تقوم بذلك، وألا تتخطاها، فهي موجودة لسبب وجيه، فعندما كنا أطفالاً في المدرسة، كنا نرسم، ونكتب، ونترك خيالنا يجمح بحرية. كنا نقضي الكثير من الوقت نحلم في اليقظة كما نحلم في المنام. دعنا نعد إلى ممارسة هذه العملية الإبداعية. إذا كنت لا تريد الكتابة في الكتاب نفسه، فأحضر دفترا للملاحظات وقم بحل التدريبات فيه، حتى يمكنك تكرار هذه العادة كلما ظهر لك في المستقبل هدف جديد في أي جانب من جوانب حياتك المختلفة.

ضع في اعتبارك أن كل ما حولك - وخاصة النجاح - إنما ينبع من فكرة وكلمة وتصرف، فعندما تكتب شيئا على الورق، فإنه يصبح أكثر واقعية، ثم عندما تتفوه به، تبدأ الفكرة في النمو لأنك جعلت لها وجودا. وفي لحظة اتخاذك إجراء أو تصرفا معينا لتنفيذ هذه الفكرة، فإنك سترى تغييرا جذرياً. ستساعدك مفكرة النجاح على استخدام تلك العناصر الحاسمة الثلاثة.

يفترض بالعادات والإرشادات والمبادئ الخاصة بالنجاح التي أذكرها في هذا الكتاب أن يتم تطبيقها لمدة ستة أسابيع على التوالي. فإن استجبت لنصيحتي ونفذتها خلال هذه الأيام الاثنين والأربعين، ستتغير حياتك دون شك. قد تتساءل قائلاً: ولماذا ستة أسابيع تحديدا؟ لقد اخترت أن تكون المدة ستة أسابيع لأنني بناء على تجربتي أعرف أنك ستشهد نتائج ملموسة في ذلك الإطار الزمني.

إلا أن أدا من هذه العادات لن تعمل بمعزل عن بقية العادات، فلن يكفي أن تقوم بتطبيق مبدأ واحد فقط، بل وعليك تطبيقها على مدار الستة أسابيع. لا تقلق، ستساعدك مفكرة النجاح وستبقيك على الطريق الصحيح.

وعلى مدار قراءتك لهذا الكتاب ، ستعرف أن مفتاح الإنجاز هو أن تحافظ على التوازن بين الثبات والتأثير التراكمي (أي تنفيذ خطوات صغيرة بصورة يومية خلال فترة ثابتة من الزمن) . بمجرد جعل هذه العادات جزءا غير قابل للتفاوض من نظامك اليومي، سترى نتيجة واحدة: النجاح. حينها سيصبح كل شيء أسهل كثيرا. ستصبح أكثر إنتاجية، وستتمتع بعلاقات أفضل، وستتحسن صحتك، وستصير أكثر تركيزاً، وأكثر ثباتاً، وأقل توترا. وهذه ليست سوى بعض من الآثار الإيجابية المترتبة !

لا يستغرق الناس بما فيه الكفاية من الوقت للتفكير فيما يريدون، وإذا لم تفكر جيدا فيما تريد، فستجد أنك لا تأخذ سوى الفتات. إن تطوير حياتك لن يساعدك فقط على الحصول على ما تريد من حياتك، بل إنه سيغير عقليتك تغييرا جذريا وسيطورها للأفضل، ما سيجعلك في أفضل وضع ممكن لتحقيق هدفك.

عند الانتهاء من هذا الكتاب، ستكون شخصا مختلفا، وحتى ذلك الحين، أعد نفسك للتغيير الكبير القادم. وأهم شيء، لا تخف من الأفكار الطموحة! فأفكارك حرة، وآراؤك حرة. ليس لديك شيء لتخسره بل ستربح وستكون حياتك مذهلة.