نادراً ما يظهر كتاب يمكنه تغيير حياتك بحق, وهذا الكتاب ينتمي إلى هذه النوعية من الكتب؛ حيث يستخلص دينيس جرينبرجر وكريستين إيه. بادسكي الحكمة وعلم العلاج النفسي ويكتبان معا دليلاً سهل الفهم للتغيير. لقد قرأ النسخة الأولى من هذا الكتاب " وأعاد قراءتها، وأوصى الآخرين بقراءتها "معالجون، ومرضى، وأشخاص يبحثون عن تحسين حياتهم- عندما بدأت لأول مرة تطوير العلاج الإدراكي ( آ0 ) في نهاية خمسينيات القرن العشرين، لم تكن لدى أية فكرة أنه سيصبح واحدا من العلاجات النفسية الأكثر فاعلية والأكثر استخداما في العالم, فلقد صمم هذا العلاج في المقام الأول لمساعدة الناس على التغلب على الاكتئاب. إن نتائجنا الإيجابية في علاج الاكتئاب تبعها اهتمام واسع النطاق بالعلاج الإدراكي, واليوم يعد العلاج الإدراكي الشكل الأكثر انتشارا للعلاج النفسي في العالم، والسبب إلى حد كبير هو أن العلاج قد تبين أنه يحقق نتائج إيجابية، وسريعة في كثير من الأحيان مع آثار دائمة. ويستخدم العلاج الإدراكي بنجاح لمساعدة المرضى على التعامل مع الاكتئاب واضطراب الذعر وحالات الرهاب والقلق والغضب والاضطرابات المرتبطة بالتوتر، ومشكلات العلاقات وإدمان المخدرات والكحوليات واضطرابات الأكل والذهان، ومعظم الصعوبات الأخرى التي تجلب الأشخاص إلى العلاج. ويعلم هذا الكتاب قراءه المبادئ الرئيسية التي أدت إلى إنجاح هذا العلاج بالنسبة لجميع هذه المشكلات. قد ثبت أن هذا الكتاب يمثل أحد المعالم المهمة في تطور العلاج الإدراكي.  فلم يتم من قبل شرح التفاصيل الدقيقة للعلاج الإدراكي لعامة الناس بهذا القدرمن الصراحة وبأسلوب تدريجي؛ حيث يقدم كل من دكتور جرينبرجر ودكتورة بادسكي - بكرم - الأسئلة التوجيهية، والتلميحات، ورسائل التذكير، وأوراق العمل التي طوراها في ممارساتهما الإكلينيكية؛ ويمكن أن تكون هذه المواد بمثابة دليل وخريطة طريق على السواء بالنسبة للأشخاص الساعين لإحداث تغييرات جوهرية في حياتهم. فهذا كتاب نادر ومميز ويمكن استخدامه بسهولة للمساعدة الذاتية أو كملحق للعلاج. فهو ليس كتابا للمساعدة الذاتية أحد أكثر الكتب مبيعا في مجال العلاج الإدراكي، وترجم إلى أكثر من ٢٢ لغة. إنني سعيد لأن هذه النسخة الثانية تقدم أقساما موسعة حول كيفية استخدام العلاج الإدراكي للقلق، وهو ما يعكس التطورات في هذا المجال منذ نشر النسخة الأولى. وتحتوي هذه النسخة الثانية على أقسام حول الوعي، والقبول، والسماح، والامتنان، وعلم النفس الإيجابي. ويستطيع القراء تعلم كيفية إدراج هذه المبادئ داخل نموذج العلاج الإدراكي للمساعدة على تخفيف الألم وتعزيز السعادة. لقد كان دكتور جوينبوجر‘ ودكتورة بادسكي من طلابي، وزملائي،وأصدقائي على مدى عدة سنوات, وهما يمتلكان معا خليطا متفردا من الموهبة، والخبرة، والتعليم، وهو الأمر الذي ساعدهما على إنتاج هذا الكتاب الناجح- فدكتور دينيس جرينبرجر هو أحد رواد تطبيق العلاج الإدراكي داخل المستشفيات وخارجها, ويركز عمله على تطوير برامج علاجية عالية الفاعلية استنادا إلى أبحاث العلاج النفسي. وقد أسس دكتور جرينبرجر مركز القلق والاكتئاب - ويديره أيضتا - وهو عيادة متخصصة في العلاج الإدراكي تقع في مدينة نيوبورت بيتش‘ بولاية كاليفورنيا. ويعمل مركز القلق والاكتئاب كنموذج لتوفير علاج إدراكي ودود، ورحيم، وقائم على التجربة للأطفال والمراهقين والكبار. وبالإضافة إلى إدارة هذا المركز، يعلم دكتور جرينبرجر — ويشرف على — الأطباء النفسيين المتدربين، وطلاب الدراسات العليا في علم النفس، والأطباء السريريين الطامحين إلى تطوير وتحسين مهاراتهم في العلاج الإدراكي, كما يشغل دكتور جرينبرجر رئاسة أكاديمية العلاج الإدراكي وهي مؤسسة قمت بتأسيسها، والتي تعتمد كفاءة اخصائيي العلاج الإدراكي. وقد عملت مع دكتورة كريستين إيه. بادسكي منذ عام ١٩٨٢ ، في تعليم العلاج الإدراكي لآلاف المعالجين في جميع أنحاء العالم. وبعد مئات من ساعات المناقشات معا، أصبحت تفهم العلاج الإدراكي أفضل من أي معالج آخر تقريبا. وأنا ألاحظ - وأقدر - ما تضفيه من دفء، ووضوح، وتركيز على علاقاتها مع العملاء. وقد أسست دكتورة كريستين مركز العلاج الإدراكي في عام ١٩٨٣ ، والذي يقع الآن في مدينة هو نتينتجتون بيتش، بولاية كاليفورنيا. وقد علمت بمفردها العلاج الإدراكي لأكثر من ٤٥ ألف معالج في ٢٢ دولة, وهي تحظى باحترام كبير بين زملائها وحازت على جوائز على مستوى الولاية، وعلى المستوى الوطني والدولي بسبب إسهاماتها المبدعة العديدة في المجال. ومن بين إسهاماتها المبكرة تطوير النموذج خماسي الأجزاء لفهم الحالة المزاجية وسجل الأفكار سباعي الأعمدة. وقد استفاد قراء هذا الكتاب، وسوف يستفيدون، من تعلم تطبيق هذه المنهجيات على مشكلاتهم الخاصة, وهي زميلة مؤسسة مميزة بأكاديمية العلاج الإدراكي ومستشاره عالمية للمعالجين، والأطباء السريريين، ومستشفيات الطب الشرعي والبرامج التعليمية. لقد مزج في هذا الكتاب القدرات الرائعة والخبرات الواسعة التي يمتلكها كل من دكتور جرينبرجر‘ والدكتورة بادسكي، بوصفهما معالجين ومبتكرين ومعلمين. وكما أدى كتاب Cognitive Therapy of Depression ، الذي شاركت في تأليفه مع جون راش، وبراين شو، وجاري إمري ( نيويورك: جيلفورد بريس، ١٩٧٩) إلى تغيير طريقة إجراء العلاج جذريا، يضع هذا الكتاب المبادئ لكيفية استخدام العلاج الإدراكي. فتعليماته الصريحة تساعد المعالجين والقراء على الالتزام بصورة أوثق بمبادئ العلاج الإدراكي الراسخة, وبالتالي تحسين جودة علاجهم وحياتهم, فهذا الكتاب يمثل أداة فعالة تضع العلاج الإدراكي في أيدي القراء. الطبيب آرون تي. بيك أستاذ فخري للطب النفسي بجامعة بنسلفانيا ورئيس فخري