أشهر رحلات استكشاف كنوز الصحراء:

في أوائل القرن السادس عشر، قام راهب من الفرنسسكان، هو ماركوس دي نيزا، برحلة إلى بلاد مجهولة ، بحثاً وراء الكنز الذي اعتقد أنه مختف هناك وكان دي نيزا في خدمة أنتونيو دي مندوزا، حاكم مستعمرة المكسيك الإسبانية الجديدة .

وكان الجنود الإسبانيون قد غزوا المكسيك قبل ذلك بوقت غير طويل.

وكانوا قد أرسلوا فعلا إلى ملكهم في إسبانيا كميات كبيرة من الذهب والفضة، التي اغتصبت من الهنود الحمر من سكان البلاد . ولكن مندوزا صمم على الحصول على ثروة أكبر الإسبانيا، فأنصت بشغف إلى إشاعات عن مدن معينة بعيدة في الشمال.

فلقد قيل إن تلك المدن - وكانت تسمى المدن السبع في سيبولا – كانت على درجة من الغنى، حيث إن جدرانها كانت مغطاة بالذهب والفيروز وابحثوا عن المدن السبع في سيبولا ! قالها مندوزا.

وفي سنة ۱۰۳۹ بدأ الراهب في مشروعه، مع بعض المرشدين من الهنود الحمر وعبد زنجي. وفي أعقاب تركهم المحلة الإسبانية في كليكان على الساحل الغربي المكسيك، وصلت المجموعة إلى أرض بور من وديان أنهار جافة وجبال جرداء ، تمتد إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه العين . ولم يعرف دى نيزا ما إذا كان الناس يستطيعون الصمود في رحلة عبر تلك الصحراء ، ولكنه تقدم للأمام، وكان الماء شحيحاً ، وكان العثور على طعام حيوانات النقل عسيراً . وكان المختبأ من أشعة الشمس المحرقة قليلاً.

وأخيراً وفي نهاية رحلة من مئات الكيلو مترات (الأميال) وقف دى نيزا على تل مرتفع من تلال جنوبي غربي الولايات المتحدة ، قرب مدينة جالب الحالية في ولاية المكسيك الجديدة . واستطاع أن يرى على بعد مكاناً قيل إن اسمه هاويكوه ، وهو أحد المدن السبع في سيبولا . ولم يستطع رؤية ذهب ولا فيروز على جدرانها، ولكنه أيقن أن المدينة لا بد غنية جدا، لأنها كانت مفرطة في الاتساع.

تقدم العبد استيفان إلى هاويكوه وقتلته قبيلة زوني من الهنود الحمر . وعرف دى نيزا أنه كان سيلتقي نفس المصير إذا حاول أن يدخل المدينة ، فدار ، وقام مرة أخرى بالرحلة الطويلة عائداً عن طريق الصحراء إلى المكسيك .

وفي العام التالي قامت قوة من الجنود الإسبانيين بقيادة فرنسسكو دي كرونادو ، وكان مرشدهم دي نيزا، وغزوا المدن السبع في سيبولا ووجدوها خالية من الكنوز. وعادت صفر اليدين فرق الكشافة التي أرسلها كرونادو إلى البلاد المحيطة بحثاً عن كتل الثروات التي وصفها الهنود الحمر في أساطيرهم.

ولكن فرق الكشافة تلك كانت تصطلى حرارة الطرق عبر مناطق صحراوية معينة في أريزونا والمكسيك الحديدة، لم تسبق معرفتها للرجل الأبيض. وما زال دي نيزا وفرقته الشجاعة مشهورين بين رواد الصحراء العظماء في التاريخ، إذ يعتقد أن دى نيزا كان أول أبيض بري جزءاً من الأرض البور القاحلة التي تسمى الآن صحراء سونورا .

أشهر الرحلات لاستكشاف طرق الصحراء:

وثمة رحلة أخرى للاستكشاف شهيرة، بدأت على مقربة من المدن السبع في سيبولا، من بعد رحلة دى نيزا التاريخية بنحو ۳۰۰ عام . وكان الغرض من هذه الرحلة الاستكشافية هو إنشاء طريق تجاري العربات السفر من محلة حصن الأزدراء ( فرت دفايتس) في ولاية أريزونا، إلى نهر كلورادو والولاية الجديدة كليفورنيا فيما وراء هذا النهر .

وكان قائد الحملة ضابطاً بحريًا شابا كان قد قاتل في الحرب مع المكسيك.

وعن طريق هذه الحرب ضمت الولايات المتحدة الأمريكية مساحات كثيرة من الأرض التي كانت تدعي إسبانيا حيازتها، بما في ذلك الأرض الصحراوية التي تقع في الجنوبي الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية.

واسم هذا الضابط هو إدورد فتزجرلد بيل. وقبل أن يشرع بيل في رحلته، كان الأمريكيون والإسبانيون يرتادون بلاد أريزونة الصحراوية لعدة سنوات.

وكانت أجزاء منها معروفة معرفة جيدة، ورحلة بيل شهيرة؛ لأنها قامت على الجمال، وهي أول جمال أدخلت إلى الصحراء الأمريكية منذ عصور ما قبل التاريخ عند ما كانت الجمال الوحشية تجوب ذلك المكان. وكان بيل نفسه هو الذي اقترح استخدام الجمال في الرحلة. ولقد ضحك الناس في البداية من هذا الاقتراح، ولكن وزير الحربية (بالولايات المتحدة الأمريكية) سمع أخيراً به، وقرر أن الاقتراح ينطوى على فكرة ممتازة. فأرسل الوزير رجالاً إلى مصر وتونس وتركية ليشتروا جمالا وليستأجروا سائقين من العرب للجمال، وليحضروهم إلى الولايات المتحدة.

ووصلت الحيوانات في حالة طيبة، ولكن السائقين كانوا منزعجين إذ وجدوا أنفسهم في بلاد غريبة، حتى إنهم ، ما عدا واحداً ، عادوا إلى دياره فوراً وفي سنة ۱۸۵۷ غادر بيل وبقية مستكشفي الطريق الشديد الحرارة ،، حصن الازدراء ( فرت دفاينس ) ، ومعهم الجمال وبعض الخيل والبغال ولقد صارعت المجموعة حر الصحراء وقسوة الحبال مسافة مئات من الكيلو مترات ( الأميال ) . ولقد سلك منشئو سكك حديد سانتافه فما بعد الطريق الذي رسموه ، والذي صار بعد ذلك أيضاً الطريق الرئيسي ذا الرقم 66 بالولايات المتحدة الأمريكية عبر أريزونا .